الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الواجب رد الحقوق لأصحابها

السؤال

إخوتي في الإسلام في الشبكة الإسلامية....
أنا محاسب في شركة ويمر علي أوقات وبدون قصد يحدث خطأ في حساب العمال وأسكت على هذا رغم أنهم يستحقون بعض المال حتى لا أكون أنا المخطئ ، ولذلك يفقدون حقهم، أنا ضميري يعذبني وأرجو الرد علي هل يفيد أن أتصدق بمبالغ تعادل ما يستحقونه؟ مع العلم أني إذا أخبرتهم وأخذوها يكون علي ضرر كبير ( المبالغ قليلة جدا ) أكثر من منفعة العمال بحقوقهم .
وأعانكم الله على هداية الناس إلي الطريق القويم وجعلها الله في ميزان حسناتكم وجزاكم عنا كل الخير .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق في الفتوى رقم: 4603، بيان أن التوبة النصوح هي المشتملة على الندم على ما سلف من الذنوب والإقلاع عنها خوفا من الله سبحانه وتعظيما له والعزم الصادق على عدم العودة إليها مع رد المظالم إن كان عند التائب مظالم للناس من دم أو مال أو عرض أو استحلالهم منها -أي طلب المسامحة منهم- لقوله صلى الله عليه وسلم: من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه. خرجه البخاري.

واعلم أن الضرر الأكبر والأشد خطرا هو عدم ردك للحقوق إلى أصحابها، فعليك أن تقوم برد هذه المبالغ ولو على أقساط ولو بطريقة غير مباشرة، ولا يصح أن تتصدق بها مع التمكن من ردها إلى أصحابها، وعليك أيضا أن تحتاط في عملك حتى لا تتكرر منك هذه الأخطاء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني