السؤال
رجل شاذ جنسيا لم أفعل الفاحشة من قبل حيث عصمني الله منها لكني مع الزمن لم أعد أحتمل شهوة الرجال و لا أريد الوقوع في المعصية. و قد قرأت فتاواكم و قررت الزواج من امرأة متدينة عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا. كما أن قراءة القرآن تساعدني كثيرا في حب الله و ترك معاصيه والتقرب إليه.
ولكن تراودني بعض الأسئلة حول علاقتي بربي جل و علا و بزوجة المستقبل إن شاء الله.
هل شذوذي ابتلاء من عند الله أم عقاب؟ وهل أكتب من الصابرين على البلاء إن شاء الله؟
هل يحبّني ربي رغم شذوذي لذلك ابتلاني بابتلاء عظيم و هل أعتبر من صفوة خلق الله وممّن فضلهم الله على كثير من المسلمين، فالله يبتلي صفوة عباده بما يشاء و شدة البلاء من شدة حب الله للعبد؟
هل إن عدم إمتاع زوجتي جنسيا فيه ظلم لها علما أنني لن أكون قادرا على ذلك لأني لا أنجذب الى النساء. فلا يكلف الله نفسا الا وسعها؟
هل يحرم علي مصافحة الرجال و الاختلاء بهم؟
هل يحرم علي أن أحب أصحابي الرجال وأن أصاحبهم و ما ذا أفعل في حديث المصطفى حول حب الأصحاب وعدم هجرهم ؟
وفي الختام أود أن ألفت انتباهكم أيها المشايخ الكرام وكذلك الشواذ الذين يقرؤون الرد على هذا السؤال أن مسألة الشذوذ هذه ظاهرة تتفاقم يوما بعد يوم وأن علماء الاسلام ركزوا على العقاب الذي ينتظر الشواذ الفجرة ولكنهم نسوا الوقاية من الوقوع في الحرام. فكون الانسان شاذا لا يعني كرهه واحتقاره بل يجب نصحه وإقناعه أن الله لا يمكن أن يظلم أحدا. فقد قال في سورة الكهف و لا يظلم ربك أحدا. بل إن الله تعالى كما أعطى للرجال العاديين نعمة حب النساء فقد أعطى للرجال الشواذ هذا الابتلاء حتى يرى كيف يتصرفون هل يشكرون أم يكفرون.
و في اللأخير فان الله تعالى هو الحسيب الرقيب وهو أعلم بعباده من أنفسهم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون.
و أكون ممتنا جدا لو أجبتموني على كل الأسئلة الواردة .و جزاكم الله عنا كل خير .