الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يذهب عنك هذا البلاء، ونوصيك بأن تتقي الله تعالى، وأن تحرص على البعد عن كل ما قد يدعوك للوقوع في الفاحشة.
ويحسن بنا أن نجمل جواب ما أوردت من أسئلة في النقاط التالية :
النقطة الأولى: أن هذا الأمر قد يكون مجرد ابتلاء من الله تعالى، وقد يكون عقوبة على ذنب، ولا ينبغي أن تشغل نفسك بالتفكير في مثل هذا، بل عليك أن تصرف همتك إلى جلب ما ينفعك ودفع ما يضرك، ولعلك إذا اتقيت الله تعالى وحفظت نفسك من الوقوع في الفاحشة أن تعطى ثواب الصابرين .
النقطة الثانية: إذا أحب الله قوما ابتلاهم، ولكن لا يلزم من هذا أن كل من ابتلاه الله تعالى أنه يحبه، وأما عجزك الجنسي عن إمتاع زوجتك فلا يعتبر ظلما منك لها. إذ لا يؤاخذ العبد بما ليس بقدرته واختياره.
النقطة الثالثة: أن محبة الرجل للرجل محبة لا تتنافى مع الشرع، وكذا صحبته له، أو مصافحته ونحو ذلك، فهي في أصلها مباحة، ولكن تحرم في حق من خشي أن يؤدي به ذلك إلى الفتنة.
النقطة الرابعة: أنه ينبغي نصح من ابتلي بالشذوذ الجنسي وتذكيره بالله تعالى والحرص على هدايته ، ولكن لا ينبغي اتهام العلماء بالتقصير في بيان أسباب الوقاية من الوقوع في الحرام ، فهم قد بينوا ذلك من خلال نصوص الشرع التي جاءت بسد الذرائع إلى الحرام ، وقد يكون التقصير واقعا من الشخص نفسه في عدم حرصه على الاطلاع على كتب أهل العلم أو الاستماع إليهم أو سؤالهم.
النقطة الخامسة: أن كون هذا الأمر نوع من الابتلاء فنعم، ولكن لا يجوز أن نجعل هذا سبيلا لتبرير هذا الفعل ، أو الاستكانة إلى الابتلاء به.
ولمزيد الفائدة نحيلك على الفتاوى: 59332، 57110 ، 95794.
والله أعلم.