الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التفريط في الطاعات سبب للحرمان

السؤال

أنا شاب مصاب بدوالي الخصيتين و هو مرض قد يؤثر على الإنجاب و قد لا يؤثر و إذا كان يؤثر فإن علاجه قد يزيل هذا الأثر و قد يبقى كما هو والذي أريد أن تساعدوني فيه هو أن الشيطان يوسوس لي أني لن أنجب و ما إلى ذلك مع أني على إيمان تام أن هذا بيد الله و أن هذا المرض علاجه سهل و ليس بالضروري أن يؤثر على الإنجاب مع العلم انه لا يسبب العقم التام و هذه الوساوس تتمكن مني أحيانا كثيرة و أتخلص منها أحيانا أخرى والذي يزيد من سوء الأمر هو انه جاءت فكرة في رأسي أن من يدعو الله كثيرا و يتقرب منه قد يبتليه الله و الذي يبعد عن الطريق الصحيح فلا يبتليه الله بالتالي جاءت فكرة أعوذ بالله أن تتحدث و هي أن ابعد عن الطريق الحق
فأعينوني و أرشدوني كيف أتخلص من هذه الوساوس و أمانة عليك يا شيخي الفاضل أن تتذكرني بالدعاء أن يهديني الله و يرزقني الذرية الصالحة الصحيحة دائما
و قد حلمت منذ فترة أني قد رزقت توأما و الحمد لله فهل من الممكن أن تكون بشرى من رب العالمين مع العلم أني كثير الدعاء أن يرزقني الله الذرية الصالحة
أنا شاب في كلية الصيدلة و عندي 19 عاما

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا ننصحك بالبعد عن هذه الوساوس وإياك واليأس والقنوط، فالله تعالى كريم يستجيب دعاء من دعاه فقد استجاب لزكريا بعد أن بلغ من الكبر عتيا وكانت امرأته عاقرا، وقد شرع الله تعالى التداوي من الأمراض ولم ينزل داء إلا أنزل له دواء.

وأما فكرة ترك الاستقامة والبعد عن الهداية فهي فكرة خطيرة، فالمعاصي والتفريط في الطاعات سبب للحرمان كما حصل لأصحاب المزرعة الذين عزموا على حرمان الفقراء منها فقد حرمهم الله منها فأصبحت كالصريم، وأما الطاعات فهي سبب لفلاح الدنيا والآخرة وتيسير الأمور وصلاح الأحوال، فقد قال الله تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:4}.

ونسأل الله لك الهداية والذرية الصالحة ونرجو أن تكون رؤياك بشرى خير.

وننبه إلى أن قولك : (وأمانة عليك) الذي ورد في السؤال إن كنت تقصد به الحلف أو الاستحلاف بالأمانة فهذا لا يجوز.

وراجع في ذلك الفتوى رقم: 14172

وراجع كذلك الفتاوى التالية أرقامها: 95299، 57380، 27048 ،64831 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني