الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر المعاصي على أداء العبادات

السؤال

أرجو من حضراتكم أن ترشدوني وجزاكم الله خيرا
أنا والحمد لله حريص على صلاة الجماعة ولكني أجد صعوبة في صلاة الفجر مع أني أتخذ جميع الوسائل في تشغيل المنبه عدة مرات و مع ذلك أغلقه دون أن أشعر به أو لا أسمعه بتاتا ولكني عندما أواظب على الرياضة أستطيع أن أستيقظ حتى دون منبه مع العلم أنني رياضي ولكن أوقاتي لا تسمح لي من ذلك كل يوم فهل ذلك ناتج من المعاصي .وهل أعتبر آثما في غيابي عن الصلاة مع اجتهادي لبلوغها وما هو السبيل لحل هذه المشكلة ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنهنئك على حرصك على أداء الصلاة في جماعة، ولا إثم عليك إذا نمت قبل دخول وقت صلاة الفجر وأنت تحرص على أدائها ثم فاتتك ، والذي ينبغي هو الحرص على اتخاذ جميع الوسائل المؤدية إلى الاستيقاظ؛ كوصية شخص بإيقاظك ، وقد يكون هذا هو أفضل وسيلة للاستيقاظ بعد عدم نجاح اتخاذ المنبه، ولا يجب عليك ممارسة الرياضة ولا اتخاذ وسيلة لكي تستيقظ لصلاة الفجر في جماعة، وراجع في ذلك الفتوى رقم 106148.

وشؤم المعاصي قد يترتب عليه فوات بعض الطاعات، وبالتالي فإذا كنت قد ارتكبت بعض المعاصي فإن ذلك قد يكون هو سبب حرمانك من صلاة الفجر في الجماعة.

قال الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين متحدثا عن الأسباب المعينة على قيام الليل:

الرابع: أن لا يحتقب أي يفعل الأوزار بالنهار فإن ذلك مما يقسي القلب ويحول بينه وبين أسباب الرحمة. قال رجل للحسن: يا أبا سعيد إني أبيت معافى وأحب قيام الليل وأعد طهوري فما بالي لا أقوم؟ فقال: ذنوبك قيدتك. انتهى

وفي حاشية العدوي على الخرشي متحدثا عن حبس الأضحية حتى يفوت وقتها المحدد شرعا لذبحها:

قوله: وقد أثم إلخ أي دل هذا الترك على أنه ارتكب ذنبا يأثم فيه حتى فوته الله بسببه هذا الثواب لأن الله يحرم الإنسان القربة بذنب أصابه، لا أن حبسها يوجب الإثم لأنها سنة لا يأثم بتركها. أو المراد بأثم أنه فاته ثواب السنة. انتهى

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني