الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحوال الوسوسة وكيفية علاجها

السؤال

أنا شاب عمري 20 عاما والحمد لله أواظب على الصلاة وصلاة الفجر لكن الشيطان يلازمني بوسوسته في الصلاة وحتى في حياتي كلها، ويوسوس لي بأشياء سيئة. وأنا من الشباب الذين يريدون أن ينشؤوا في طاعة الله عز وجل .ومن الأشياء التي يوسوس لي بها لماذا يعذب النصارى واليهود فما ذنبهم وأشياء أخرى كثيرة إني تعبان جدا .أرجوك يا شيخ أعطني حلا في أقرب وقت وأرجوك أن تدعو لي الله أن يشفيني؟ وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسال الله رب العرش العظيم أن يشفيك ويذهب عنك ما تجد ، ثم ينبغي أن تعلم ما يلي :

أولا : أنه قد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما منكم من أحد إلا قد وكل به قرينه قالوا: وأنت يا رسول الله ؟ قال: " نعم إلاّ أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير".

ثم نقول لك: إن الوسوسة إذا كانت مجرد خاطر يخطر لك ثم يغرب، فعلاجها أن تصرف ذهنك تماماً عنها وتشتغل بغيرها ولا تضرك ولا تؤاخذ بها. وأما إن تطورت من خواطر إلى أفكار تلازمك وتستقر في ذهنك، فإنه يجب أن تطلب لها قلعاً وإزالة، وإزالتها بالعلم والحجة، فقم بعرض هذه الأفكار التي تلازمك على أهل العلم الثقات المتخصصين، وستجد أنها تبخرت وتلاشت، فالباطل صائر إلى الزوال . إن الباطل كان زهوقا .

ثانيا : ما دمت مؤمنا فإنك يجب أن توقن بعدل الله المطلق وأنه لا يظلم مثقال ذرة، ومن تمام عدله وفضله أنه يغفر الذنوب جميعا إلا أن يشرك به وهذا هو سبب عذاب اليهود والنصارى الشرك وما تولد عنه من الظلم والفسق والفجور ، وأفعالهم شاهدة باستحقاقهم النكال والعذاب وهذا أمر أبين من أن يستدل عليه .

ثالثا : من أهم أسباب علاجك أن تكثر من ذكر الله والاستغفار وقراءة القران، وخاصة المعوذتين والإخلاص وسورة البقرة، وأن تشتغل بالعلم الشرعي، وأن تكثر من مخالطة الصالحين وأهل العلم، وأن تتضرع إلى الله بالدعاء أن يهديك، وأن يشرح صدرك للحق، وأن يبينه لك ويرزقك إتباعه، وأن يعيذك من همزات الشياطين ووسوتهم وكيدهم . وصدق الله إذ يقول : إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا.{النساء:76}. وللفائدة راجع الفتاوى رقم: 13369، 18353، 43339 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني