الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشك في حصول الحلف على الوجه الموجب للكفارة

السؤال

لقد أثقلت عليكم كثيرا وأرجو أن تتحملوني وجزاكم الله كل خير.
أرسلت لفضيلتكم أكثر من فتوى ورددتم عليها بفضل الله تعالى، وكانت نصيحتكم لي بألا أسترسل في الوساوس والشكوك لأن عاقبة ذلك سيئة ولقد تحسنت حالتي والحمد لله ولكني أتذكر أمورا حدثت في الماضي وأحتار فيها فأود أن تفتوني فيها وجزاكم الله خيرا...
1- أحيانا كنت أتحدث في الموبايل بدون أن يكون هناك أحد علي الطرف الآخر (ليس معنى ذلك أني مريض نفسيا فالحمد لله أنا ملتزم وزوجتي كذلك) ثم أردت أن لا أفعل ذلك مرة ثانية فأقسمت على عدم فعل ذلك ولكني حنثت ولكن لا أدري إن كنت قد حلفت بتلفظ أو في نفسي وأيضا أقول هل كان الحلف بالله أو بالطلاق.
2- كنت أردت أن أعفي لحيتي ولكنى أجلت هذا الموضوع وأقسمت بتلفظ علي ألا أعفي لحيتي لفترة مستقبلية ولكنى كنت أترك لحيتي لفترة أسبوع أو أسبوعين ثم أحلقها فهل تركي لحيتي خلال هذه الفترة أكون قد حنثت في اليمين وأشك أيضا هل كان الحلف بالله أم بالطلاق.
3- كنت أريد أن أنصح أحد زملائي في موضوع معين ثم دار داخل نفسي حديث هل أنصحه أم لا (وإذا نصحته تكون زوجتي..... أن تعرف ما أقصده يا شيخ ) ثم تلفظت بصوت لا يسمعه غيري بقول أقسم بالله العظيم لن ألتفت لأي وساوس ولكنى قمت بنصحه فهل ذلك يعتبر حنثا حيث إن ما دار بنفسي وساوس وأنا قد خالفتها ثم شكيت بعدها أيضا في صيغة القسم هل هو بالله أو بالطلاق
4-وأيضا أخشى مما كتبته لفضيلتك بين القوسين أن يكون وقع به شيء بمجرد أن قمت بكتابته
5- كنت أحلف بالله كثيرا وأنا الآن والحمد لله أعتبر أني انتهيت من هذه العادة تقريبا ولكن في بعض الأحيان أحلف على فعل شيء أو تركه ولكن بعد قترة وحتى وإن كانت قصيرة أشك هل كان الحلف بالله أو بالطلاق فما الحل في ذلك؟.
أرجو من فضيلتكم سرعة الرد علي حيث أن ردكم علي إن شاء الله سيكون بمثابة وضع حد نهائي لهذه الوساوس حيث إن ذلك يشغلني كثيرا عن عبادتي وعملي.
وأرجو من فضيلتك أن تدعوا الله لي أن يثبتني ويحفظ علي زوجتي وأبنائي .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الحلف لا يلزمك فيه شيء لأنك تشك في حصوله على الوجه الموجب للكفارة، وكذلك في حلفك على عدم إعفاء اللحية فكفر عنه كفارة يمين واستغفر الله تعالى من الحلف على فعل المعصية وعدم الكف عنها، إذ إعفاء اللحية واجب وحلقها معصية ولا يلزمك غير ذلك لأن الحلف بالطلاق مشكوك فيه والأصل عدمه.

كما لا يلزمك شيء في يمينك الثالث ولا ما بين القوسين ولا فيما لم يغلب على ظنك حصوله من الحلف أو الحنث، وكل ما ذكرته يؤكد إصابتك بالوساوس وتمكن ذلك منك إن لم تتدارك نفسك بعلاجها بما ذكرنا، فأنت على خطر فأعرض عن تلك الوساوس والهواجس ولا تفكر فيما مضى وتشغل نفسك بتذكره، وأقبل على الله وأعرض عن الوساوس فيما يستقبل واتبع ما ذكرنا من خطوات نسأل الله أن يشفيك ويعافيك.

وللمزيد انظر الفتويين: 78979، 105976.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني