الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصلاة بالخشوع والمراقبة ثمرتها البعد عن المعاصي

السؤال

إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.. فلماذا بعد الصلاة أذهب وأدخن فنورونا؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

من أدى الصلاة على الوجه المطلوب فأتى بشروطها وأركانها وواجباتها وسننها وخشع فيها لله وراقب الله تعالى انتفع بها فلا يقرب معصية بعدها حتى تأتي الصلاة الأخرى وهكذا، أما من كانت صلاته مجرد صورة لا خشوع ولا مراقبة فيها فإن صاحبها يبقى على حاله فيجترئ بعدها على المعاصي لأنه لم ينتفع بصلاته كما ينبغي.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان المسلم يصلي ثم بعد ذلك يمارس المعاصي فمعنى ذلك أنه لم يأت بالصلاة على الوجه المطلوب، فقد ذكر بعض المفسرين عند تفسير الآية المشار إليها في السؤال أن من أدى الصلاة على الوجه المطلوب فأتى بشروطها وأركانها وواجباتها وسننها وخشع فيها لله وراقب الله تعالى انتفع بها فلا يقرب معصية بعدها حتى تأتي الصلاة الأخرى وهكذا..

أما من كانت صلاته مجرد صورة لا خشوع ولا مراقبة فيها فإن صاحبها يبقى على حاله فيجترئ بعدها على المعاصي لأنه لم ينتفع بصلاته كما ينبغي.

قال القرطبي في تفسيره عند الكلام على الآية المشار إليها: أخبر حكماً منه بأن الصلاة تنهى صاحبها وممتثلها عن الفحشاء والمنكر، وذلك لما فيها من تلاوة القرآن المشتمل على الموعظة، والصلاة تشغل كل بدن المصلي، فإذا دخل المصلي في محرابه وخشع وأخبت لربه وادكر أنه واقف بين يديه وأنه مطلع عليه ويراه، صلحت لذلك نفسه وتذللت وخامرها ارتقاب الله تعالى وظهرت على جوارحه هيبتها، ولم يكد يفتر من ذلك حتى تظله صلاة أخرى يرجع بها إلى أفضل حالة، فهذا معنى هذه الأخبار، لأن صلاة المؤمن هكذا ينبغي أن يكون. انتهى.

ونحن نوصيك أخي الحبيب بأن تسارع بالتوبة إلى الله تعالى من هذا الذنب الذي ذكرته ومن سائر الذنوب قبل أن يفجأك الموت، فربما ندمت حين لا ينفع الندم، كما نوصيك بمجاهدة نفسك لتحسين صلاتك وسترى بإذن الله تعالى بعد ذلك أثرها في إصلاح نفسك وتزكيتها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني