الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فقدت الحنان بموت والديها فتعلقت بطبيبها النفسي

السؤال

يا شيخي المشكلة أني أبلغ من العمر 23 سنة وتوفي أبي وأنا عمري 14 سنة ثم توفيت والدتي فأنا بطبيعتي طيبة كل ما أتمناه هو الحنان والحب من الأهل والأقارب بعد وفاة أبي وأمي، ولكن وجدت العكس، وجدت خالا قاسيا وخالة قاسية المشاعر فأنا في أمس الحاجة إلى خالي وخالتي أريد منهم أن يشعراني بحبهما ولكن هذا لا يحدث بل أجد القسوة، المشكلة أن حالتي النفسية تدمرت وشعرت بألم شديد وذهبت إلى الطبيب وهذا الطبيب أستاذ جامعى عمره60 سنة فقال لي إنه ليس عندي شيء غير أني تعبانة نفسيا فشرحت له أني أخاف من الموت وهكذا فتعاطف معي ويعاملني كابنة له، وعندما يقول لي يا بنتي أشعر بفرح شديد لأني لأول مرة أشعر بأنه يوجد إنسان حنون بعد أبي، والمشكلة يا شيخ أني تعلقت بهذا الطبيب تعلقا مرضيا وأتمنى أن أكون زوجة له وأنا لا أدري ماذا أفعل وهو أصلا يعاملني كابنة من أبنائه، مع العلم هو شيخ ومن أنصار السنة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله للأخت الشفاء من هذا الداء، وأن يأجرها على صبرها على فقد والديها وما تلاقيه من ظروف الحياة، واعلمي بارك الله فيك أن هذا ابتلاء من الله عز وجل ليعلم صبرك وإيمانك، فاصبري واحتسبي الأجر، وعليك بالإكثار من ذكر الله عز وجل وطاعته والمحافظة على الصلوات وسائر الطاعات واجتناب ما نهى الله عنه من المعاصي والسيئات، فهذا من أعظم أسباب الشفاء من الأمراض النفسية وغيرها بإذن الله، واعلمي أنك ربما تكونين مخطئة فيما تتخيلين من قسوة خالك وخالتك، وربما تكون قسوتهما إن وجدت بغرض إصلاحك ونحو ذلك، فالمعروف عن الأخوال الشفقة.

ولا بأس بالذهاب إلى طبيب نفسي وعرض مشكلتك عليه والاستفادة من نصائحه وأدويته غير أنه يجب الالتزام بضوابط التعامل مع الطبيب فإنه أجنبي عنك لا يجوز الاختلاء به ولا النظر إليه نظر شهوة ونحو ذلك، فاتقي الله واستعيذي من الشيطان ووسوسته وما يلقيه على قلبك من خواطر تجاه هذا الطيبيب، فإن لم تستطيعي فلا يجوز لك الذهاب إليه، ولك الذهاب إلى غيره.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني