الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كذب على صاحب العمل فصرف مكافآت للموظفين فكيف يتوب

السؤال

تخرجت من الجامعه بتفوق وأكملت دراساتى العليا ثم توفي والدي وترك لي مسئولية أسرة مكونة من 4 أفراد بعد وفاة والدي أخذت أبحث عن عمل لأعول نفسى وأسرتى وظللت في مرحلة البحث عاما كاملا ولم أجد خلال هذا العام عملا مناسبا إلى أن وفقني المولى عز وجل لعمل مناسب وكان يشترط لهذه الوظيفة خبرة عملية قدرها عامان وهذا الشرط لم يكن متوفرا لي فادعيت لصاحب العمل أنني أملك الخبرة المطلوبة ونظرا لامتلاكي أكبر عدد من الشهادات الجامعية فقد حصلت على الوظيفة وبعد أشهر قليلة كنت أفضل موظف في الشركة وحظيت بثقة صاحب العمل وكان صاحب العمل بخيلا على الموظفين فعند حلول عيد الفطر اجتمع الموظفون وقالوا لي أن أطلب من صاحب العمل صرف مرتب شهر مكافأة للموظفين بمناسبه حلول عيد الفطر المبارك وتوجهت لصاحب العمل وطلبت منه هذا الطلب إلا أنه قل لي لو أن هذه المكافأة توزع في الشركة التي ادعيت أنني عملت فيها من قبل فإنه سوف يقوم بتوزيع المكافأة وإذا لم تكن توزع هذه المكافأة فإن صاحب العمل لن يقوم بتوزيعها فكذبت للمرة الثانية على صاحب العمل وادعيت أن هذه المكافأة توزع في الشركة التي ادعيت أنني كنت أعمل فيها والتي هي مصدر خبرتي وفعلا قام صاحب العمل بتوزيع المكافأه على الموظفين وتم توزيع هذه المكافاه حنى الآن 5 مرات والآن أشعر بالذنب لأنني كذبت على صاحب العمل مرتين فما هو الحل الآن؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

لا بد في توبتك من إخبار صاحب الحق بكذبتك هذه المتعلقة بالمكافأة.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

ليس من شك في أنك قد ارتكبت إثما كبيرا بكذبتيك هاتين، والعياذ بالله.

فأما كذبتك الأولى فقد بينا أمرها من قبلُ، ويمكنك أن تراجع فيه فتوانا رقم: 25414.

وأما الكذبة الثانية فقد ترتب عليها من الضرر بصاحب العمل ما لا يخفى، فقولك: إلا أنه قال لي لو أن هذه المكافأة توزع فى الشركة... إلى آخر ما بينته، يحتمل أن تكون قصدت: إلا أنه قال لي...، كما يحتمل: إلا أنه قيل لي...

وعلى الاحتمال الأول، فإن كلامه يفيد أنه اشترط لهذه الهبة شرطا غير متوفر. وأنت قد كلفته أموالا طائلة بادعاء وجود هذا الشرط.

وعلى الاحتمال الثاني، فهو –وإن لم يكن قد اشترط للهبة شرطا- فإنه قد أنفق أمواله بسبب ما أخبرته به من الخبر.

وهذه الكذبة –رغم أنها تصنف في الغرور القولي، وكثير من أهل العلم لا يرون تضمين الغار بالقول-، فإنه لا خلاف بينهم في تحريم مثل هذا الفعل تحريما زائدا على موضوع الكذب؛ لما ترتب عليه من الضرر.

فالواجب عليك أن تبادر إلى التوبة، وإن كان حالك هو الاحتمال الأول، فمن تمام توبتك أن تخبر صاحب العمل بهذه الكذبة التي اقترفتها. فإن عفا عنك فذلك، وإلا فالواجب أن تسعى في أن يرجع العمال ما أخذوه منه بغير طيب نفس منه، أو ترجعه أنت، أو ترضيه بأي شيء آخر...

وإن كان الاحتمال الثاني، فإنا –رغم أنا لا نرى تضمينك إياها في الدنيا- فإنا نذكِّرك بما لا يخفى عليك من أن تسديدها الآن أخف بكثير من تسديدها يوم القيامة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني