الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مذاهب الفقهاء في أكل لحم دابة وطئها شخص

السؤال

هل يجوز أكل لحم شاة اعتدى عليها إنسان جنسيا، وهل يجوز شرب حليبها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإتيان البهيمة كبيرة من كبائر الذنوب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ملعون من سب أباه، ملعون من سب أمه، معلون من ذبح لغير الله، معلون من غير تخوم الأرض، ملعون من كمه أعمى عن طريق، معلون من وقع على بهيمة، ملعون من عمل بعمل قوم لوط. رواه أحمد وإسناد الحديث حسن.

وقد اختلف أهل العلم في حلية أكل لحمها، فهو مباح عند المالكية والحنفية ومختلف فيه عند الشافعية والحنابلة، جاء في مختصر خليل: ... كبهيمة وهي كغيرها في الذبح... قال الشيخ عليش: (وهي) أي البهيمة التي وطئها مكلف (كغيرها) الذي لم يوطأ (في) إباحة (الذبح) لها (والأكل) للحمها. الطرطوشي: لم يختلف في مذهب مالك رضي الله عنه أن البهيمة لا تقتل وإن كانت مما يؤكل أكلت. انتهى.

وقال في نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية: والذي يروى أنه تذبح البهيمة وتحرق فذلك لقطع التحدث به وليس بواجب. انتهى، وقال الزركشي في المنثور في القواعد: والدابة الموطوءة إذا قلنا تقتل، فذبحت ففي حل أكلها وجهان، ووجه المنع أنها بوجوب قتلها التحقت بالمؤذيات. انتهى. وفي الإنصاف ( من كتب الحنابلة): وكره الإمام أحمد رحمه الله أكل لحمها. وهل يحرم؟ على وجهين. انتهى.

وحكم لبنها تابع لحكم لحمها، كما هو الحال في سائر الألبان واللحوم، جاء في الموسوعة الفقهية: إن خرج اللبن من حيوان حي فهو تابع للحمه في إباحة التناول وكراهته وتحريمه، ويستثنى من المحرم الآدمي، فلبنه مباح وإن كان لحمه محرماً، لأن تحريمه للتكريم لا للاستخباث. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني