الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رد المظالم قبل الخروج للعمرة أو الحج

السؤال

إخواني في موقع الشبكة الإسلامية المحترمين / تحية طيبة .
لدي مشكلة طالما شغلتني وأتعبت تفكيري أرجوكم أن تساعدوني في حلها لكي أحقق رضا الله سبحانه وتعالى أولا وأخيرا. الموضوع هو :_ قبل سنوات كنت أعمل في مصنع لصناعة الثلج وكنا مجموعة متكونة من 4 أشخاص وكلنا نعمل كـ (حمالين) في هذا المصنع . وكان المدير المسؤول عن المصنع شخصا قاسيا وظالما ولا يعرف حقوق العامل الذي يعمل بتعبه كان لا يهمه سوى الربح ولا يعطينا راتبا مجزيا نهائيا , حتى إن بعض الأصدقاء كانوا يضحكون لما يعرفون مرتبنا المتواضع والذي لا يجزي العمل الشاق الذي نقوم به . المهم استمررنا هكذا فترة طويلة وصاحب المصنع لا يجلب لنا حتى طعام العشاء وكنا نصرف من مرتبنا الخاص على الطعام وعلى كثير من الأمور والتي هي من واجب المالك ومن حقنا عليه . قلنا له أكثر من مرة إن مرتبنا قليل ولا يسمح لنا بان نصرف منه على طعام أو غير ذلك ولكن جوابه كان الرفض دوما والرفض بصورة غير لائقة في أغلب المرات . حتى إنه كان يقول إن الذي لا يعجبه العمل فلينصرف من الآن . طبعا ولا شخص من المجموعة يستطيع أن يترك العمل رغم ظروفه الصعبة لأننا كنا محتاجين كثيرا ووضعنا المادي متدن إلى درجة كبيرة . قمنا بعد ذلك بأخذ ما يكفينا من مال لشراء الطعام بدون علم صاحب المصنع , وربما في بعض الأحيان كان المال الذي نأخذه يزيد عن سعر الطعام فكنا نتقاسمه بيننا . إخواني :- بعد فترة من الزمن وسبحان الله الذي لا هادي سواه , ذكر أحدنا الآخر بما فعلنا من خطاْ وتركنا أخذ المال , وبعد فترة من الزمن تركت العمل بالمصنع وعملت بعد تخرجي في شركة والحمد لله رب العالمين يسر الله لي عملا أحسن من العمل السابق و تزوجت ولدي الآن طفلان . والآن عزمت على أداء العمرة . ولكن لا يكاد يفارقني الذنب الذي اقترفته في السابق والذي بينته لكم . ولا أعرف ماذا أفعل لكي أريح ضميري المُثقل بالهموم ؟؟
أرجوكم أرجوكم أن تساعدوني وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن تدني أجور العمال وقسوة صاحب العمل في معاملتهم كل ذلك لا يجوز أن يحملهم على أخذ ماله ولا الاعتداء عليه فالله تعالى يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ {المائدة: 1} فإذا تعاقد صاحب العمل مع العامل على أجر محدد فليس للعامل إلا هذا الأجر أو يترك العمل، أما أن يوافق عليه في الظاهر ثم يأخذ أكثر منه في الباطن فهذا من الاعتداء وأكل أموال الناس بالباطل.

وعليه، فنقول للأخ السائل إن ما أخذه من صاحب العمل يجب رده إليه فلا يكفي الندم في حقوق الناس مادام التائب يقدر على ردها إليهم، فإذا ردها إليهم برئت ذمته وكملت توبته، ولا يلزم أن يقوم الأخ بإخبار صاحب العمل بحقيقة الأمر، بل يكفيه أن يرد إليه ما أخذ أو ما يغلب على ظنه أنه أخذه منه بأي طريقة ممكنة، وليفعل ذلك قبل أداء العمرة، فإنه يطلب من الحاج أو المعتمر التخلص مما عليه من مظالم قبل مباشرة حجه أو عمرته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني