الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رزقت ببنتين ثم تأخر الإنجاب مع أخذها بالأسباب

السؤال

أنا متزوجة منذ 7 سنوات ولدي بنتان (الأولى 6- والثانية4 سنوات)، وأريد أن أحمل منذ ما يقارب 3 سنوات ولم يحصل حمل حتى الآن، ولقد زرت العديد من الأطباء والحمد لله كلهم طمأنوني أنه لا يوجد لدي أية مشكلة الحمد لله أنا مؤمنة بقدري, ولكن أريد الاستشارة من فضيلتكم والدعاء لي و للمسلمين، اللهم هب لنا من أزواجنا ذرية صالحة؟ وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي ننصحك به هو أن تكثري من الدعاء والاستغفار والإقبال على الله عز وجل، وما يفعل بك فهو خير لك، وقد ذكرنا بعض الأدعية والأذكار التي تنفع بإذن الله في إنجاب الذرية وحصول الولد، كما في الفتوى رقم: 15268.

وتدبري قول الله تعالى: وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاء إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ {الشورى:27}.

قال ابن كثير: رزقهم من الرزق ما يختاره مما فيه صلاحهم وهو أعلم بذلك فيغني من يستحق الغنى ويفقر من يستحق الفقر، كما جاء في الحديث المروي: إن من عبادي من لا يصلحه إلا الغنى ولو أفقرته لأفسدت عليه دينه، وإن من عبادي من لا يصلحه إلا الفقر ولو أغنيته لأفسدت عليه دينه. انتهى.

وقوله صلى الله عليه وسلم: وارض بما قسم لك تكن أغنى الناس. رواه الترمذي. والولد من الرزق والمرء لا يدري خيره من شره فليكل أمره إلى الله وما يفعله به فهو خير، قال تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216}، فكم من أناس رزقهم الله أولادا أو بنات ثم شقوا بهم فتمنوا العقم وأن لم يكونوا لهم أولاد ، وبعض الناس رزقهم الله ذلك فسعدوا به وقرت أعينهم بما رزقهم الله، فاسألي الله أن يرزقك ذرية صالحة تقر بها عينك وتسعد بها نفسك، وأكثري من قوله سبحانه: وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا {الفرقان:74}، وقوله تعالى: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {البقرة:201}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني