السؤال
أنا طالبة في الجامعة خانتني نفسي، وسرقت مال صديقتي، وحلفت لها على المصحف بالكذب على أني لم أسرقه ولا أدري أين هو، ومن ذلك اليوم وأنا أعاني من عدة مشاكل حتى دراستي كنت من المتفوقين و لم أنجح فيها، وكثير من المشاكل التي أعاني منها وتأنيب الضمير أرجوكم ساعدوني بأسرع وقت، فأنا قلقة جدا وحائرة ماذا أفعل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنك قد أخطأت خطأين كبيرين جداً وهما:
1- ما قمت به من السرقة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: .....ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن. رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة واللفظ للبخاري. والمعنى لا يكون إيمانه كاملا تاما.
2- ما قمت به من الكذب والحلف عليه في المصحف. وقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم.... إلى أن قال: ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر ليقتطع بها مال امرئ مسلم. الحديث. رواه البخاري.
وليس من المستبعد أن يكون ما أصابك من معاناة ومن مشاكل في دراستك وفي غيرها.....ليس من المستبعد أن يكون من هذه الذنوب التي ارتكبتها، فإن الذنب له من الشؤم ما قد يحصل عنه مثل هذا وأزيد، وقد قال الله تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى. (سورة طـه124)
فالذي يجب فعله الآن هو رد المسروق إن كان لا يزال قائما، فإن استهلك فمثله إن كان له مثل وإلا فقيمته، هذا بالإضافة إلى الندم على ما فعلت، فإن من شروط التوبة الندم والإقلاع عن المعصية والعزم على عدم العود، ورد الحقوق إلى أهلها، ولا يشترط في الرد أن تصرحي لصديقتك بالأمر، بل لو قمت بالرد بطريقة غير مباشرة لكفى ذلك كأن ترسليه عبر البريد مثلا..
وإذا فعلت هذا فنرجو أن تمحى عنك هذه الذنوب؛ لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له. كما في الحديث الشريف، وإذا زالت الذنوب زال أثرها إن شاء الله، وعادت حياتك كما كانت.
والله أعلم.