السؤال
يقول عليه الصلاة والسلام ... الجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان والعمرة إلى العمرة مكفرات لما بينهم إذا اجتنبت الكبائر .. أو كما قال اللهم صل وسلم عليه. يستوقفنى هذا الحديث بالأسئلة التالية ..... وضع العمرة مع رمضان ومع الجمعة فهل تربو العمرة لأن تكون فرضا رغم أنها ليست كذلك؟ أم من الناحية الثانية لماذا أعتمر إذا كنت سأحصل على نفس النتيجة بالصلاة والصيام - أنا أحاول أفهم؟ أيهما أرجح عمل العمرة أم الإقلال منها خاصة أن الرسول اعتمر مرة أو نحو ذلك ..... صلاة الجمعة معلومة وكذلك الصيام فماذا عن العمرة؟ مرة كل شهر ... سنة .... أسبوع ماذا تقترحون لمن يتيسر له؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر. رواه مسلم وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة. متفق عليه.
ولم نقف على حديث يجمع بين ذكر العمرة وذكر رمضان والجمعة كما ذكر السائل وقد ذكرنا في الفتوى رقم:28369، أن العمرة واجبة في العمر مرة على الصحيح من أقوال أهل العلم.
والإخبار بأن العمرة إلى العمرة تكفر الذنوب كما بين الجمعة ورمضان إلى رمضان لا يلزم منه استواؤهما في الحكم من كل وجه، فالمماثلة في شيء من الثواب والفضل لا تستلزم المماثلة في الحكم، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وحمد الله ثلاثا وثلاثين وكبر الله ثلاثا وثلاثين وقال تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر، وهذا فضل عظيم، ولا يعني أن هذا التسبيح فرض، وأنه كالصلوات الخمس والجمعة في الحكم، والله تعالى واسع الفضل ومن أسمائه الشكور، يعطي العطاء الجزيل على العمل القليل ولو لم يكن فرضا.
وأما لماذا تعتمر.. إلخ؟ فاعلم أن هذه الأحاديث وأمثالها من أحاديث الرجاء قد لا يتحصل العامل بأحدها على الثواب المذكور بسبب خلل في العمل كعدم تحقيق النية الصحيحة ونحو ذلك، بينما يعمل آخر ويحققه كما يحب الله ويرضاه فينال الثواب المذكور، فقد تصلي الجمعة ولا تغفر لك ذنوبك ثم تعتمر فتغفر لك الذنوب، فلا ينبغي للمسلم أن يتكاسل عن الطاعات بحجة أن ثواب بعضها يغني عن بعض، وقد أثنى الله تعالى في كتابه على الذين يعملون الصالحات وهم يخافون ألا تتقبل منهم بسبب تقصيرهم وأخبر أن هؤلاء هم الذين يبادرون إلى الأعمال الصالحات وينالون ثوابها، فقال تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ {المؤمنون 60-61}
وأما تكرار العمرة أم الإقلال منها فقد ذكرنا أقوال الفقهاء والراجح منها في حكم تكرار العمرة في الفتوى رقم:3036، والفتوى رقم:20316 ، وننصح من تيسر له الإكثار من العمرة أن يبادر إليها ويكثر منها، ففيها فضل عظيم.
والله أعلم.