الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يختار الطالب أحد تالخصصين أحدهما اختيار أبويه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب متفوق في البكالوريا، وقد سجلت في هندسة الاتصالات، وعندما يتم القبول لا يحق الانتقال من فرع إلى آخر، وقد استشرت أطباء ومهندسين فأشار علي البعض بأن أعيد البكالوريا لكي أدخل تخصص الطب البشري، وكان هذا رأي أبي وأمي، ولكن البعض الآخر يشير علي بأن أكمل دراستي في الهندسة؛ لأن عدد طلاب هذا الفرع قليلون في بلدنا، وأن أمتنا الإسلامية بحاجة إلى مبدعين في هذا المجال.
وأشعر أن أبي وأمي لن يرضيا عني إذا قررت إكمال دراستي في الهندسة، لكنهما لا يصرحان بذلك، وأشعر أن الطب أفضل، ولكن عندما أقرر إعادة البكالوريا أشعر بالملل والرغبة في دخول الجامعة، وقد صليت صلاة الاستخارة أكثر من خمس مرات والتجأت إلى الله وأكثرت من الدعاء ولكني لم أصل إلى نتيجة، وحالتي يرثى لها فساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الحيران في الدنيا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، وهذا الموقع قد أنشئ خصيصاً لمساعدة جميع المسلمين، فاتصل بنا ولا تتردد، ونسأله تبارك وتعالى أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يجعلك من علماء المسلمين الكبار، وأن يرفع بك راية الإسلام، وأن يعز بك هذا الدين، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن مسألة الاختيار هي رغبة ذاتية، وكل إنسان منا ينبغي عليه أن يفعل الشيء الذي يشعر أنه مطمئن إليه ومستريح له، ما دام لا يتعارض مع شرع الله تعالى، ورغبة الآباء والأمهات ينبغي أن لا يترتب عليها إلغاء رغبات الشخص الطبيعية، فإنك قد تدخل الطب إرضاء لوالديك ولكنك لا توفق فيه.

وبمقدورك أن تدخل كلية الهندسة وتبدع فيها، خاصة إذا كان عدد الطلبة الذين يتقدمون لهذا المجال قليلون، وأنت متميز ومتفوق بفضل الله، ومن الممكن أن تكون أستإذن في الجامعة فتكون أفضل من ألف طبيب؛ لأن أساتذة الجامعات هم الذين يصنعون العقول وهم صفوة المجتمع، ومن الممكن أن تحقق رغبات الوالدين من خلال هذا التخصص.

وبإمكانك أن تخدم الدين من خلال هذا التخصص وتطور الأجهزة التي تتعامل معها وتوفر أشياء كثيرة على المسلمين وتجعلهم يعتمدون على أبناء هذه الأمة بدلاً من أن يظلوا متسولين على موائد الغرب يأخذون منهم فُتَات المعارف والعلوم، ويشترون منهم الأجهزة بأبهظ الأثمان، لأنهم لا يصنعونها.

وإذا كنت ستشعر بالملل عندما تعيد البكالوريا (الثانوية) وقد لا توفق بالقدر الكافي فاستعن بالله وبيّن للوالدين بأنك دخلت هذه الكلية وستكون أستإذن فيها بل ستكون دكتوراً إذا كانوا يريدون دكتوراً.

فتوكل على الله واستعن بالله ما دامت الهندسة قد جاءتك، وهي تخصص ممتاز، والمهندس لا يقل أبداً في دوره عن الطبيب، بل أحياناً قد يكون أنفع للناس منه إذا كان في تخصص مفيد، ولكن ضع في اعتبارك أن تكون أستإذن في الجامعة ولا تقبل بغير ذلك، وابذل أقصى ما عندك لتظل متميزاً متفوقاً في دراستك، حتى إذا ما منَّ الله تبارك وتعالى عليك كنتَ معيداً في الجامعة ومن ثم أستإذن فيها وتصبح علماً من أعلام الإسلام، وهذا لا يتعارض مع رضا الوالدين.

وأما رضا الوالدين فإنه سيتحقق إذا صرت دكتوراً في الهندسة، وستحقق ما يصبو إليه أهلك بإذن الله تعالى، نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونسأله أن يشرح صدرك للذي هو خير.

والله ولي التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً