الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التنازل عن عيوب المرأة مقابل تدينها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
استشارتي تتكون من جزئين: حيث أنا شاب أبلغ من العمر 23 سنة، وأدرس في الجامعة، والفصل القادم سيكون آخر فصل لي، وطموحي منذ الصغر أن ألتحق بكلية الملك فهد الأمنية؛ لكي أصبح ضابطاً عسكرياً بإذن الله تعالى، لكن والدتي -حفظها الله لي ولإخواني- أتت وقالت لي: سوف نقوم بخطبة فتاة لك، وهي ذات دين وخلق وفوق ذلك جميلة، وهي تبلغ من العمر 19 سنة وتدرس في كلية الطب في السنة الأولى، وهي متخرجة من الصف الثاني الثانوي من مدرسة تحفيظ القرآن الكريم، وفي الصف الثالث الثانوي فقط انتقلت إلى القسم العلمي وتخرجت بنسبة أكثر من (99%).
والمشكلة التي استوقفتني وجعلتني أتردد أكثر هي أنني لا أفكر حالياً في الخطبة، فأنا من ترتيب أولوياتي أن أتخرج أولاً ثم ألتحق بالكلية الأمنية وبعد ذلك أفكر في الخطبة، والعمر الذي بيني وبينها هو أربع سنوات فقط، وأنا شخصياً أفضل بأن يكون الفارق العمري بيني وبين من ستشاركني الحياة لا يقل عن خمس إلى ست سنوات، وأيضاً فإني لا أملك المال الذي يجعلني قادراً على تكاليف الخطوبة ومالها من أمور مثل الهدايا والعزائم التي لا تخفى عليكم.
وأما الجزء الآخر من المشكلة فهو أنه قد اتضح لوالدتي أن الفتاة مصابة بداء السكري من النوع الأول -المعتمد على الأنسولين- منذ أن كانت في المرحلة المتوسطة، حيث كانت تمزح معها إحدى زميلاتها وتلفظت بكلمة جارحة مما أثر عليها وأدى إلى إغمائها مما جعلها تصاب بهذا المرض -أسأل الله أن يشفيها ويشفي مرضى المسلمين أجمعين-، وقد قرأت في إحدى كتب التغذية أن الفتاة التي تصاب بداء السكري فإنه يزيد من فرصة حدوث تشوهات خلقية في إنجاب الأولاد، وهذا هو الذي استوقفني كثيراً جداً، فأنا لا أريد أن أظلم أولادي وكذلك لا أريد أن أظلمها هي أيضاً.
فحيرتي في كل تلك الأسباب التي ذكرتها في الجزئين وهي: هل لي أن أتنازل عن تلك الأسباب مقابل ما تتحلى به من دين وخلق وفوق ذلك الجمال والعلم؟!
أفيدوني بارك الله فيكم وسدد على طريق الخير والنصر خطاكم.
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الدين والأخلاق والعلم هي أغلى وأعلى المطالب، فإذا اجتمع مع ذلك رغبة الوالدة ووجد الانطباع والحسن والقبول فلا تتردد، واعلم أن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، واعلم أن الإنسان يكسب من طاعة والديه الخير الكثير، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وأما بالنسبة لمسألة العمر فلا إشكال فيها إذا وجد الوفاق والتوافق، كما أن الزواج معين على الاستقرار في الحياة فليس الأمر كما يشاع ويقال.
ونحن ننصحك بأن تصلي صلاة الاستخارة، وهي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، وشاور من حضرك من أرحامك وإخوانك، وكن واثقاً بأنه لن يخيب من يستخير ويستشير.
وأما بالنسبة لخوفك من التشوهات المحتملة في الأطفال إذا وجدوا فذاك أمر سابق لأوانه، وأرجو أن تجد عون أهلك بعد توفيق الله في مسألة التكاليف.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن تنظر للمسألة من كافة الجوانب، واعلم أنك لن تجد امرأة لا عيب فيها، كما أنك كإنسان لا تخلو من العيوب، وكفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه، والإنصاف يقتضي أن تحشد الإيجابيات وتضخمها قبل أن تنظر في السلبيات.
نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به وأن يلهمك السداد والرشاد.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً