الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أفرق بين الشعور بالضعف والكرامة؟

السؤال

السلام عليكم..

لدي لبس في تطبيق الأخلاقيات من غير أن أشعر بالضعف والدونية: كخلق التواضع والعزة والعفو، متى لا أرضى في نفسي ومتى أدافع عنها؟

لأن شعور العجز والضعف يقتلني ويعوقني عن التقدم في حياتي، وعندما أحاول أن أدافع عن نفسي أو أرفض لأحد طلبا أشعر أن أخلاقي الحسنة قلت، فكيف لي أن أفصل بين هذه المفاهيم، وأشعر بتقديري لذاتي، مع القدرة على العفو والتواضع والمسامحة من غير أن أشعر بتأنيب الضمير؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تسابيح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أختي الكريمة: الشعور بالعجز أو الدونية يعود لعدة أسباب، معظمها يتعلق بالتنشئة الأسرية والبيئة التي تربى وترعرع فيها الشخص.

ولكن، هذا لا يعني أن السلوك ثابت، على العكس فهناك العديد من الاستراتيجيات العملية التي من شأنها تغيير الأشخاص ليتصرفوا بطريقة أكثر لباقة. وبنفس الوقت علينا أن نعي أن هناك فرقا كبيرا بين الصفات، فالصفات الطيبة لا تعني الضعف، والتسامح لا يعني الدونية، والتواضع لا يعني العجز وضعف الثقة.

فيما يلي مجموعة من الاستراتيجيات التي سوف تساعدك بمشيئة الله على إعادة تنظيم أسلوب التفاعل والتواصل مع الآخرين:

- أولاً: عليك معرفة الشخص المقابل، وتتعاملين معه على هذا النحو، فليس جميع الناس يتم التعامل معهم بنفس الطريقة بل هناك مساحات عليكِ أن تتقني كيف تصنعيها، وهذا لا يعني الكبر -والعياذ بالله- وما يوضح ذلك: عن ميمون بن أبي شبيب أن عائشة رضي الله عنها مرّ بها سائل فأعطته كِسرة، ومرّ بها رجل عليه ثياب وهيئة فأقعدته فأكل، فقيل لها في ذلك، فقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنزلوا الناس منازلهم) رواه أبو داود في سننه 

- دافعي عن نفسك عندما ترين أن موقف الطرف الآخر يتعارض مع مبادئك وقيمك، ولا يحتكم إلى المنطق، ولكن انتبهي أن المنطق المقصود به هنا، هو المنطق الذي يحتكم إليه الجميع وليس منطقك الشخصي.

- لا تتسرعي في التصرف أو القرار، بل فكري وخذي وقتك الكافي قبل أن تتعاملي مع الموقف الذي أمامك. ولكي تتقني ذلك، عودي نفسك على الصمت والإصغاء أكثر من الكلام مع الناس.

- إن من أكثر العوامل التي تؤدي إلى زياد الثقة بالنفس هو النجاح العلمي أو العملي أو كلاهما، وعلى الشخص أن يحترم  نفسه ويقدرها لأنها نجحت، ولا يمر على أحداث النجاح والتفوق على أنها أحداث عابرة وروتينية، لا، فهذا خطأ، فالنفس تحتاج التعزيز والشكر، فهذا يزيد من "مفهوم الذات" عند الشخص مما يجعله أكثر احتراماً واعتزازاً بذاته، وهذا بالتالي سوف يجعله شخصية صلبة ذات إرادة قوية تواجه العديد من الصعوبات والمعوقات وتتغلب عليها بفعل ما فيها من ثقة وثبات وإصرار على التميز وعدم الرضا بالفشل والانتكاس.

- الشعور بضعف الثقة بالذات يظهر في مواقف اجتماعية، أو عندما يشرع الشخص بعمل معين أو أداء مهارة ما، لذا، حددي جميع المواقف التي تشعرين  فيها بالفشل وعدم الثقة بالانجاز،  واكتبيها، وكل ما كتبت موقفا ضعي مبرراتك وأسبابك، أنت لماذا شعرتِ بعدم الثقة والفشل؟

وبعد أن تنتهي من حصر المبررات لكل موقف اقرئيها بعناية، وانظري هل المبررات تستحق هذا الشعور بانتقاص الذات حسب الموقف؟! وكلما كتبت أكثر سوف تصبحين أكثر وعياً وعقلانية على الأسباب، وبالتدريج سوف يقل عندك مستوى ضعف الثقة ويرتفع لديك "مفهوم الذات" ، لأنك كلما واجهت موقفا يُشعرك بعدم الثقة سوف تضعين مبرراً لذلك، وسرعان ما تتحررين من هذا الشعور بعد تكرار ذلك في أكثر من موقف.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً