الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل كل ما يصيبنا مكتوب حتى لو كان حدوثه بأفكارنا السلبية؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا صاحب الاستشارة رقم: 2430840.

أولا: أود شكركم على النصائح التي قدمتوها لي في الاستشارة، فقد عملت بها وأيقنت أن كل المصائب مقدرة وليس بإمكاننا توقيها مهما فعلنا، فعندما تأتيني الأفكار أقرأ جوابكم فأرتاح، أو أغير المكان، وأقرأ القرآن، والحمد لله توقفت عن الأدوية النفسية.

لكن بقيت تأتيني الأفكار السلبية رغم مجاهدتي لها، خاصة التفكير في علاجي بالأدوية النفسية، وفيمن تسببوا لي في الغضب من البشر ومنهم أختي الصغرى، وندمت على تدخلي في شؤونها لأنني كنت أغار عليها كثيرا، ففي فترة علاجي بالأعشاب كانت هي سبب غضبي لمرتين فمرة ذهبت لبيت عمتي وأنا غضبان عليها، ومرة قدمت لها ابنة عمي الهاتف لتكلم أحدا وغضبت حتى مرضت.

وبعدها أصبحت أفكر في كل هذه المواضيع وألوم نفسي على تدخلي في أمور أختي؛ لأني رأيت عباد آخرين لا يتدخلون في أمر أخواتهن، فبقيت أفكر في الماضي حتى مرضت وتناولت الأدوية النفسية كما ذكرت لكم سابقا.

وقد مرضت هذه الفترة مرضا شديدا؛ بسبب تفكيري في تناول الأدوية النفسية لمدة طويلة، وتدهورت حالتي النفسية جدا، وأصبحت خائف من أن أجن ورجعت إلى العلاج بالأدوية، وإني في حالة سيئة.

أنا حاليا نادم على تفكيري السلبي الذي أهلكني وأدى بي مرة أخرى للعودة للعلاج، ولكن ما باليد حيلة، فقد حاولت النسيان ولم أنس، فهل ما وقع معي الآن من مصائب مقدر أيضا رغم أنني من تسبب فيه بالتفكير السلبي في الماضي؟

من فضلكم قدموا لي النصائح فإني في حالة سيئة جدا، وخائف من الجنون، ومن ضياع مستقبلي جراء هذا الفكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك – الأخ الحبيب – في إسلام ويب مجددًا، نسأل الله تعالى أن يشفيك، ويُذهب عنك هذه الوساوس، وأنت مأمور بأن تأخذ بالأسباب التي تدفع بها هذه الوسوسة، وقد بيَّنَّا في الاستشارة السابقة ما ينبغي أن تفعله، وخُلاصة ذلك ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم من عدم الالتفات إلى هذه الوسوسة وعدم الاشتغال بها، وعدم البحث عن إجابات للأسئلة التي تُمليها عليك هذه الوساوس، وهذا هو العلاج الوحيد لهذه الوسوسة، فلا يقلعها إلَّا الانصراف عنها وعدم الاهتمام بها، مع الأخذ بالأدوية التي ينصحك بها الأطباء واللجوء إلى الله سبحانه وتعالى، وطلب الحماية منه، ودعاؤه بالشفاء. نسأل الله أن يعافيك.

وأمَّا هل ما وقع لك هو بقدر الله ومكتوب؟ فالجواب نعم، كلُّ شيءٍ بقدر، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قد قال: ((كل شيء بقدر حتى العجز والكيس)) [رواه الإمام مسلم في صحيحه]، فكلُّ ما يقع هو بقدر الله تعالى، حتى ما نتسبَّبُ فيه نحن بذكائنا أو بعجزنا، كلُّ شيءٍ بقدر الله، ونحن مأمورون بالأخذ بالأسباب، والذي ينفعك الآن هو أن تسأل وأن تبحث عن الأسباب التي تدفع بها هذه الوساوس عن نفسك، وتنتقل من هذه الحالة التي أوقعتك فيها هذه الوسوسة، وإذا لم تكن جادًّا في مدافعة هذه الوساوس فإنك ستقع في مصاعب أشدّ وأحوالٍ أشق.

فنصيحتُنا لك أن تكون جادًّا في الأخذ بالتوجيهات التي وجَّهناك إليها سابقًا.

نسأل الله لك العافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً