الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أعود للحياة الطبيعية وأستمتع بها؟

السؤال

السلام عليكم..

لدي مشكلة أعاني منها منذ الصغر، كنت في طفولتي دائما قلقة، وتأتي علي لحظات أشعر بالخوف والياس، وازداد الأمر مع الوقت فأصبحت دائما قلقة، وتأتي أوقات أبكي باستمرار، ولا أرغب بشيء، ولا أشعر أنني حية، ودخلت الجامعة لمدة سنة وتركتها؛ لأنني لم أتحمل ضغط الدراسة، وأصبت بتلك الحالة، ولكن عدت لها مع استمرار الوضع كما هو.

الآن تزوجت من رجل أحبه، لكن الحال كما هو رغبة دائمة بالبكاء، مع فقدان الإحساس بالحياة، لا أرغب بفعل شيء، ومتعبة دائما، وعندما أستيقظ من النوم أطرافي تكون باردة جدا وأشعر بخوف شديد، بدأت بأخذ زولفت نصف حبة لأربعة أيام، ثم حبة كاملة، فهل أرفعها لحبتين بعد شهر؟

بالنسبة لزيادة الوزن: هل هي من الدواء نفسه، أم أنه فقط يحسن الشهية؟ وهل سأتحسن وأشعر بالنشاط؟ أريد أن أعود للحياة وأستمتع بها، أقسم لكم أحيانا أشعر أنني بلا روح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سونيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

الذي يظهر لدي أنه لديك مزاج اكتئابي، بدأ معك من سنوات الطفولة، وبعد ذلك حصل لك نوعاً من التطبع والتكيف مع هذا المزاج السلبي، وبالرغم من الجماليات الكثيرة التي دخلت حياتك، إلا إنك لم تستشعرين قيمتها حقيقية، لأن المشاعر السلبية كانت هذه التي تقودك.

أيتها الفاضلة الكريمة: الإنسان يتغير ويجب أن يتغير، والله تعالى أعطانا القدرة على التغيير، والحياة فيها ثنائيات في كل شيء، الشر يقابله الخير، الحرام يقابله الحلال، الحزن يقابله الفرح والانبساط، وهكذا، فحاولي أن تتخيري لنفسك فكرياً ما هو إيجابي، وأن تتشبثي وتتمسكي به، وهذا ليس خداعاً للنفس، أبداً، حياتك فيها أشياء جميلة، أنت في بدايات سن الشباب، الحمد لله رزقت بالزوج الطيب الصالح، وأشياء كثيرة في حياتك أنا لا أعلمها، فكوني دائماً في الجانب الإيجابي من حيث التفكير، تخلصي من التشاؤم، هذا يبدل مشاعرك.

احرصي دائماً فيما يتعلق بالسلوك والأفعال بأن تكوني يقظة وفطنة، لا تؤجلي الأشياء، يجب أن تكون لديك مقدرة ممتازة على إدارة الوقت، وأن تكون أنشطتك أنشطة متمازجة ومتعددة فيما يتعلق بعمل البيت، والترفيه عن النفس، العبادة، ممارسة الرياضة، التواصل الاجتماعي، بهذه الكيفية إن شاء الله تعالى تخرجين نفسك من هذه الحالة الاكتئابية البسيطة.

الرياضة يجب أن تكون جزءا مهما جداً في حياتك، واحرصي دائماً على النوم الليلي وتجنب النوم النهاري، وحاولي أن تكوني منضبطة من الناحية الغذائية؛ لأن زيادة الوزن مشكلة.

الزوالفت يفتح الشهية نحو الطعام قليلاً وربما يؤدي إلى شراهة نحو الحلويات لدى بعض الناس، فإن كان هذا هو الوضع بالنسبة لك، فأنا أنصحك أن تستبدليه بعقار بروزاك، والذي يسمى فلوكستين، وهو يعالج ويحسن الدافعية عند الإنسان، الزوالفت أفضل كمضاد للاكتئاب ومزيل للمخاوف، لكنه قد لا يحسن الدافعية بنفس مستوى الفلوكستين، هذا مقترح انظري فيه، وعملية الاستبدال بسيطة جداً، هي أن توقفي الزوالفت جرعة صغيرة وتبدئي في البروزاك مباشرة 20 مليجرام يومياً لمدة أسبوعين، ثم اجعليها 40 مليجرام، أي كبسولتين في اليوم تناوليها كجرعة واحدة، أعتقد أنها سوف تكون الجرعة الوسطية المناسبة بالنسبة لوضعك، ويمكنك أيضاً أن تتواصلي مع طبيبك المعالج.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً