الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حياتي أصبحت صعبة بسبب الخوف كيف أتخلص من ذلك؟

السؤال

السلام عليكم.

تأتيني حالات رعب غير مفهومة، وعدم الراحة وقلة النوم، أخاف من كل شيء حولي، وإذا تحرك شيء أخاف ويتهيأ لي أني رأيت خيالات وسمعت أصواتاً، الكل أصبح منزعجاً مني، أبكي كثيراً من هذا الحال، أصلي وأحب قيام الليل فأضطر لإيقاظ الجميع من النوم حتى انتهائي من الصلاة، وإن لم يقم أحد لا أستطيع الصلاة!

تأتيني أحاسيس أني إذا فتحت الباب سأجد شيئاً يرعبني، ذهبت لرقاة كثيرين ولم أجد حلاً، كل واحد يقول: جن أو سحر أو غيره.

أرجو منكم مساعدتي، لم أعد أسطيع الجلوس وحدي بالمنزل، لا ليلا ولا نهارا، عند خروج زوجي لعمله أضطر للجلوس عند الجيران إلى أن يعود، ونقلت الخوف لابني الصغير، فهو كذلك أصبح يخاف من لا شيء، وزوجي منزعج مني كثيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أحلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا أدري –أختي الكريمة– هل ما ذكرتِ هو سمة من سمات شخصيتك؛ لأن هناك شخصيات من سماتها الخوف المستمر ويخاف من أي شيء، وهناك خوف يأتي في شكل مرضي، أي أن الشخص يكون طبيعيًّا ثم بعد ذلك تأتيه أعراض الخوف.

على أي حال: عندك أعراض خوف واضحة وقلق وتوتر، والإنسان الذي يكون خائفًا ومرعوبًا – كما ذكرت – تتهيأ له أشياء، مثلاً تحرُّك الأشجار يعتقد أنها إنسان متحرّك أو حرامي أو هكذا، هذا أثّر عليك بأنك صِرتِ تبكين بكثرة، ولا تستطيعين أن تكوني لوحدك، وهنا تحتاجين إلى علاج، والعلاج – أختي الكريمة – إمَّا أن يكون علاجًا دوائيًا أو علاجًا نفسيًّا، ويُفضل بالاثنين معًا، والعلاج النفسي هو ما يؤدي إلى الاسترخاء، فالاسترخاء ضد الخوف، فإذا استطعت أن تسترخي فإن هذا سوف يطرد الخوف منك.

من الأشياء التي يمكن أن تعمليها أنت للاسترخاء هو ممارسة تمارين رياضية يوميًا لمدة نصف ساعة، أو ممارسة الاسترخاء عن طريق العضلات (شد مجموعة من العضلات، ثم القيام بإرخائها)، وهكذا، إلى أن يتحول الاسترخاء من جسدي إلى استرخاء نفسي، أو الاسترخاء عن طريق أخذ نفس عميق، تأخذين نفسًا عميقًا وتُخرجينه لمدة خمس دقائق، كرري هذا التمرين أربع أو خمس مرات في اليوم، فهذا أيضًا يؤدي إلى استرخاء.

هناك أدوية يمكن تُساعد في علاج القلق والتوتر، ومن ضمنها دواء الـ (باروكستين/زيروكسات) عشرين مليجرامًا، ابدئي بعشرة مليجرام – أي نصف حبة – لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك واصلي في تناول حبة كاملة، ويتطلب أن تستعمليها لعدة أشهر حتى تذهب أعراض الخوف عنك، وبعد ذلك أوقفيها بالتدرّج، وذلك بحسب ربع الجرعة كل أسبوع حتى يتم التوقف من الدواء تمامًا.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً