الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الحركات القهرية؟

السؤال

السلام عليكم.

منذ فترة طويلة وأنا أعاني من حالات قلق واكتئاب شديد بالتناوب أو التزامن، وحالة من الوسواس القهري لا تنتهي، المهم أني توجهت لأكثر من طبيب نفسي، وتناولت الأدوية النفسية حتى تحسنت حالتي ولله الحمد، ولكني الآن أعاني من حركات قهرية بفمي مثل البصاق -أعزكم الله- بتكرار، بدأ يلفت انتباه المحيطين بي، ويصعب على التحدث أحيانا من شدة تكرار الحركة، وأحيانا أجد صعوبة في التنفس، فهل لهذه الحالة علاج؟

ولكم جزيل الشكر على موقعكم المتميز.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
مبادئ علاج الوساوس أيًّا كان نوعها –أفكارا كانت أو حركات طقوسية أو شكوكا أو مخاوف– نفس المبادئ العلاجية واحدة، وهي: تفهّم الوسواس بأنه وسواس، وتحقيره، والتعريض أو التعرُّض للوسوسة دون الاستجابة السلبية، وفعل ما هو مخالفٌ لها.

في حالة الحركات القهرية مثل البُصاق –كما تفضلتَ– هنا يجب أن تتأكد أن صحة الفم لديك جيدة، التهابات الأسنان أو اللثة قد تؤدي إلى كثرة البُصاق مثلاً، فأرجو -حتى تطمئن– أن تقوم بمقابلة طبيب الأسنان، هذا أفضل.

وإذا استقرَّ الأمر على أنه أمرٌ وسواسي هنا تُطبِّق نفس المبادئ السلوكية التي طبَّقتها فيما مضى، وهي: أن تُدرك إدراكًا تامًّا أن هذا الأمر غير مقبول اجتماعيًّا فلماذا تقوم به؟ ويا حبذا أيضًا لو مثلاً قمت بتصوير نفسك عن طريق التليفون – فيديو قصير – للتأكد من هذه الحركات اللاإرادية وحركات البُصاق المتكرر، والتصوير ومراجعة الصور مع نفسك سوف تبنى لديك قناعات أن هذا الفعل ليس صحيحًا وليس مقبولاً اجتماعيًّا، ومن ثمَّ يحدثُ نوعًا من البرمجة الجديدة لطريقة تفكيرك حول الوسواس، وهذا قد يُساعدك، لكن في نهاية الأمر هذا الأمر حتى وإن كان لم يكن إراديًّا بصورة كاملة إلَّا أن مفهومك الإرادي النفسي يجب أن يجعلك تتخلَّص من هذه الأمور السلبية.

مقاومة، تحقير، ومهما كانت الدوافع والإلحاح الوسواسي فيجب أن تقف صادًّا لها.

صعوبة التنفس –أخي الكريم– هذه قطعًا ناتجة من مفاهيم خاطئة أيضًا حول التنفس، فلم أسمع حقيقة بما يمكن أن نسمّه (صعوبة التنفس الوسواسي)، هذه مجرد فكرة، فيجب أن ترفضها، يجب ألَّا تتبعها، ويجب أن تتدرَّب على التنفُّس بصورة صحيحة (الشهيق يعقبه الزفير) مثلاً، وأفضل أنواع التنفس هي التي يملأ الإنسان فيها الرئتين بصورة صحيحة، ثم يحصر الهواء قليلاً ثم يكون هنالك إخراجٌ للهواء، وإن تدرَّبت على التمارين الاسترخائية ذلك سوف يفيدك كثيرًا، إسلام ويب لديها استشارة رقمها 2136015 يمكنك أن تطلع عليها وتطبِّق ما ورد فيها.

بالنسبة للعلاجات الدوائية: قطعًا لها عائد إيجابي عليك، فالتزامك بالدواء ومراجعة الطبيب سيكون أمرًا جيدًا، وأنا أحسبُ أننا فيما مضى نصحناك بعقار (باروكستين) وعقار (سيرترالين)، وكلاهما جيد، وكلاهما مفيد، لكن في حالة الوساوس الحركية يُفضل أن تكون الجرعة هي الجرعة المتوسطة وما فوق، يعني مثلاً: اللسترال/سيرترالين يمكن أن يكون حتى مائة وخمسين مليجرامًا في اليوم، والباروكستين يمكن أن يكون حتى أربعين مليجرامًا في اليوم، على الأقل لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، حتى تستقر الحالة، وبعد ذلك يمكن أن تُخفّض الجرعة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً