الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من مخاوف ووساوس في الأطعمة والأشربة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرجو إفادتي حول الطرق التي يمكن أن أتجاهل بها الأحاسيس النفسية من إحساس بالمرض أو شعور بالفشل في الحياة أو آلام جسدية أشعر بها وتزول أو رغبة في عمل شيء أريد أن أعمله وكيف أقول (لا) للآخرين في حالة عدم موافقتي على أمر ما، وقد وضعني ذلك في مأزق كبير بداية من الزواج وغيرها من الأمور، حيث أجد نفسي لا أستطيع رفض كثير من مقترحات الآخرين.

وهذا بالإضافة إلى أنني أشعر بأعراض جسدية مختلفة أحاول أن أتجاهلها ولكن أجدها تلح علي وترفع من حالة التوتر النفسي؛ فأجد نفسي أذهب للطبيب أو أفكر للذهاب للطبيب، حيث أحياناً أخاف من تزايد تلك الحالات، خاصة ولي تجارب سابقة في مجال التعب النفسي؛ فأجد أن عقلي الباطن يسرع باستحضار الصور والتجارب المؤلمة ويضعها أمامي مما يزيد من خوفي من تكرار تلك الأزمات أو أن الأوضاع سوف تبقى كما هي رغم أن يقيني أن كثيراً من المخاوف لا تقع أو ليس كل ما نتوقعه سوف يحصل، ولكن كيف المخرج من تلك الأحاسيس؟ فقد غدت لدي هاجساً في التفكير: في الطعام والشراب: هذا يضر وهذا يزيد الألم، وهذا يضر بالقولون وهذا يضر بالكلى، وهذا يشجع على النوم وغيره من تلك الخزعبلات! أرجو الإفادة عن تلك الحالة.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه الحالة تُعرف باسم الوساوس المرائية (المرضية) حيث أنك في الأصل لديك حساسية في شخصيتك، كما أنك عرضةً لسوء أو عسرٍ في المزاج، يجعلك تتخذ الهزيمة والسلبية منهجاً في بعض الأحيان.

المخرج يا أخي هو أن تسعى سعياً حثيثاً لاستبدال كل فعلٍ أو فكرةٍ أو هاجسٍ أو فكرة متسلطة عليك بفكرة أخرى مضادة، وتركز على الفكرة والفعل، وتكرره عدة مراتٍ في اليوم، وصدقني سوف تجد بعد فترة من الزمن ما بين أسبوعين إلى شهر أن معظم الأفكار الوسواسية السلبية قد بدأت في الاضمحلال ثم التلاشي والاختفاء.

هذا هو الأساس لعلم النفس المعرفي، والإخوة الذين قاموا بتطبيقه بالصورة الصحيحة قد استفادوا كثيراً وجنوا ثمار ذلك، إلا أنه بكل أسف الكثير من الإخوة والأخوات لا يتبعون هذه التعليمات، ولا يرون أن لديهم الإرادة والمقدرة الكافية لاتباعها وتنفيذها، فأرجو أن يكون لك الإصرار والعزيمة والقوة لتطبيق هذا التمرين النفسي البسيط، ولكنه هامٌ في نفس الوقت.

الشيء الثاني: لا نستطيع أن نتجاهل دور الأدوية في مثل هذه الأعراض، والذي اعتبرها البعض أنها موازية للاكتئاب والوساوس القهرية، ولذا في مثل هذه الحالة ننصح بتناول الأدوية المضادة للاكتئاب والوساوس، وسيكون أفضلها في حالتك هو عقار البروزاك، وتبدأ بجرعة 20 مليجراماً بعد الأكل، لمدة شهر، ثم ترفع الجرعة إلى 40 مليجراماً (أي كبسولتين) في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى كبسولة واحدة لمدة شهر، ثم كبسولة كل يومين لمدة شهرٍ آخر، وسوف يكون أيضاً من المستحسن أن تدعم هذا الدواء بدواءٍ آخر يُعرف باسم دوجماتيل، والجرعة هي كبسولة واحدة (50 مليجراماً ) صباح ومساء، لمدة ستة أشهر.

نسأل الله لك العافية.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً