الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلتي أني دائم التفكير في المشاكل والعراك، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 22 عاما، أعاني من مشكلة هي أني دائم التفكير في المشاكل والعراك، مع أني والحمد لله لست جبانا، وأقف بكل شجاعة أمام من يتعدى حدوده، ولكن المشكلة أني لا أستطيع التوقف عن التفكير في المشاكل والعراك والمضاربات، وأتخيل أني سوف أقع في مشكلة، وكلما سمعت قصة تخيلت نفسي مكان الشخص، وأظل أفكر في كل شيء، حتى إذا أردت ركوب سيارة أجرة أتخيل أني سوف أقع في مشكلة معه.

وأيضا عندما أبدأ بالتفكير بالموضوع يبدأ قلبي بالخفقان، مع ضيق بالتنفس، ورجفة في الأطراف، وكذلك عندما تحصل مشادة كلامية مع شخص ما أيضا نفس الأعراض.

أتمنى الرد، لأن هذه المشكلة تدمرني!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها الفاضل الكريم: هذا تفكير قلقي وسواسي، لماذا يلجأ الناس إلى العراك، لماذا يلجأ الناس إلى التشاجر، هذا ليس من طيب ومكارم الأخلاق، وأنت أصبحت موسوساً حول هذا الموضوع، يجب أن تحقر هذه الفكرة تماماً، ولا تدخل في عراك مع أحد، الحمدلله ربنا حباك بقوتك الجسدية وقوتك النفسية، وأنت لست بأضعف من الآخرين وهذا يكفي تماماً، إن اعتدى عليك أحد أنا متأكد أنك سوف تستطيع أن ترده، لكن أصلاً لماذا يحدث هذا الاعتداء، كن مع الصالحين، كن مع الطيبين من الناس، والعراك والاعتداء أخي الكريم ينمو في بيئات خاصة جداً، بيئات مشاغبة، بيئات ليس فيها مكارم أخلاق، بيئات لا نريد حقيقة أن نسيء إلى الآخرين.

لكن ليس هنالك بيئة تربوية صالحة يحدث فيها عراك أو شجار، فحقر هذا الفكر تماماً، ولا تشغل نفسك به أبداً، المهم أن تسأل الله تعالى أن يحفظك وأن يعطيك القوة الجسدية والنفسية هذا ليس من أجل العراك مع الآخرين، لكن من أجل أن تحس بالفعل أنك شخص جيد ومتوازن ومكتمل البناء النفسي والجسدي، أنصحك تماماً أن تغلق باب هذا التفكير، والذي يحدث أن قلبك يبدأ في الخفقان مع ضيق التنفس، لأنك تعيش هذا الموقف من صورة خيالية جداً، والذي يحدث أصلاً الإنسان إذا قابله أسد مثلاً إما يفر منه أو يعاركه، وفي تلك الحالتين يحتاج الجسم إلى استعداد وتحضير فسيولوجي وهذا يحدث من خلال تنشيط في الجهاز العصبي اللإرادي والذي يسمى بجهاز السمبثاوي وهذا الجهاز حين ينشط يحدث إفراز لمادة تسمى بالأدرينالين، والأدرينالين هو الذي يحفز وينشط القلب من أجل المزيد من ضخ الدم لينتشر الأوكسجين بصورة أفضل في الجسم حتى يقوى الإنسان على الهرب أو القاتل للأسد، فهذا هو التفسير الفسيولوجي لهذه الحالة.

أرجو أخي الكريم أن لا تشغل نفسك بعراك الناس، عش حياة طيبة، ومارس شيئا من الرياضة والتمارين الاسترخائية، وكن دائماً في مصاحبة الصالحين من الناس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً