الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أنا مصاب بالتهاب البروستاتا؟ وماذا أفعل؟

السؤال

أنا أعاني من احتقان في البروستاتا منذ زمن، وكنت أذهب للحمام كل ثلث ساعة حتى أدوخ وأتعب نهاية اليوم من دخول الحمام، واستمرت الأعراض لمدة شهر، مع العلم أني كنت مواظبا على (prostanorm) وزادت الأعراض، وأصبح عندي ألم في الخصية والعجان، وحرارتي دائما مرتفعة قليلا، وصداع، وتعب، ووهن جسدي دائم، وألم في القضيب، وفقدان للرغبة والشهوة والانتصاب تماما.

ذهبت لطبيب وفحصني شرجيا، وفحص الخصية، وقال: لا يوجد عندك شيء إلا احتقان!. وأنا متخوف أن يكون هذا التهابا مزمنا بالبروستاتا؛ لأنني قرأت أن نفس أعراضي هي أعراضه، ولو حصل ما علاجه؟ وهل يستمر مدى الحياة؟ وما تأثيره على الزواج خصوصا مع شكوتي من فقدان الانتصاب والرغبة؟

الله يكرمكم أفيدوني، أنا في عذاب دائم طيلة اليوم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن التهاب البروستاتا: هو مرض شائع الحدوث عند الذكور يسبب تورما وتوذما في البروستاتا.
ويكون لدى معظم المرضى عسرة تبول, مع إلحاح, مع كثرة مرات التبول, وضعف رشق البول, وحرقة في التبول, وحرقة أثناء القذف, وحرقة في رأس القضيب بدون تبول, وضعف جنسي, مع آلام أسفل الظهر، والمغبن، وبالعجان (بين الصفن والشرج)، والقضيب، والخصيتين, ويمكن أن يشاهد وجود دم في البول، أو في السائل المنوي.

وأنواع التهاب البروستاتا (التهاب بروستاتي جرثومي حاد – والتهاب بروستاتي جرثومي مزمن) وما يميز الالتهاب الحاد بالإضافة للأعراض البولية هي وجود (حرارة, عرواءات, آلام مفصلية, آلام عضلية) وتعالج بالفلوروكينولنات، والتريميثوبريم, ويوصى باستمرار المعالجة (4- 6) أسابيع، والهدف من المعالجة الطويلة هو إحداث تعقيم كامل لأنسجة البروستاتا؛ لمنع حدوث الاختلاطات, مثل التهاب البروستاتا المزمن, وتشكل الخراجات.

أما الالتهاب المزمن فيمتاز بنكس وتكرار من فترة لأخرى، وفي هذه الحالة لا بد من إجراء فحص وزرع بول وتحسس، وإجراء زرع وتحسس للسائل البروستاتي بعد تدليك البروستاتا, أو فحص وزرع للسائل المنوي.

فإن كان هناك التهاب فالعلاج يكون بالمضاد الحيوي المناسب وفقا لنتيجة الزرع والتحسس, وعند استخدام الفلوروكينولنات فإن بعض المرضى يستجيبون للمعالجة بعد (4– 6) أسابيع, إضافة إلى أحد مركبات حاصرات ألفا (اومنك أو كاردورا).

وعلى الرغم من المعالجة المثلى فإن الشفاء قد لا يتحقق بسبب النفوذية الضعيفة للدواء عبر البروستاتا، أو الانعزال النسبي للبؤر الجرثومية ضمن البروستاتا. وعند حدوث نوبات نكس من الإنتان على الرغم من المعالجة بالمضادات الحيوية، فإن المضادات المثبطة (سيبروفلوكساسين عيار 250 ملغ حبة يوميا لمدة 3 أشهر أو 6 أشهر) تصبح مستطبة.

أخي الكريم:
إن ما تشتكي منه كثرة في التبول، وألم في الخصية والعجان، وارتفاع في الحرارة، وتعب، ووهن جسدي, هذا يستدعي إجراء فحص وزرع بول، وإجراء فحص دم (cbc) وإجراء تصوير تلفزيوني (سونار) للجهاز البولي والبروستاتا, وذلك لنفي الحالة الالتهابية, ويكون العلاج بالمضاد الحيوي حسب نتائج الزرع والتحسس. وعند استعمال العلاج المناسب سوف تتراجع الأعراض التي تشتكي منها تدريجيا إلى أن تزول نهائيا بإذن الله تعالى.

شفاك الله، وعافاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً