الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وساوس قهرية متعلقة بعدم القدرة على التبول

السؤال

أنا أخصائية نفسية متدربة، أتت إلي حالة تعاني من وسواس قهري في التبول، إذا كانت في دورة المياه، تأتي إليها فكرة تقول: لا تستطيعين التبول، وأنا المتحكم في هذه العملية!"

أريد النصيحة في طريقة العلاج الصحيحة، أو أفضل الأساليب!


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ و.ع حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أولاً: كل الوساوس القهرية كما تعلمين لابد أن يتم تحليل الوسواس كسلوك غير مقبول.

ثانياً: يجب أن نتأكد إذا كانت هناك أي أعراض نفسية أخرى، مثل القلق والاكتئاب، كما أنه لابد من البحث عن أي مسببات أو مثيرات للفكرة الوسواسية.

لا شك أنك تعلمين أن العلاج السلوكي القائم على الارتباط الشرطي وفك الارتباط الشرطي هو من أنجع ومن أفضل أنواع العلاج، لكن لا شك أن الأدوية المضادة للوساوس تلعب دوراً كبيراً في مساعدة المريض، وتمهيد الطريق أمام المعالج النفسي، حتى يستطيع أن يطبق تعديل السلوك بصورةٍ أفضل، وهذا ليس بمستغرب؛ لأن هنالك جانب بايلوجي هام في الوساوس يتعلق باضطراب في كيمياء الدماغ.

هنالك علاج نفسي عام، وعلاج نفسي خاص لهذه الحالة.

العلاج النفسي العام هو الاستماع للمريض بصورةٍ جيدة، ثم إشعاره بأنك قد فهمت أو استوعبت كل شكواه .

ثانياً: إبداء الجدية، وأنك تطبقين علاجات قائمة على أسس علمية وليس من قبيل التجربة أو التدريب.

في هذه الحالة يمكن أولاً الطلب من المريضة أن تفكر باستمرار في فكرتها الوسواسية، وتكرر ذلك عشرات أو مئات المرات، حتى تصل لدرجة الإجهاد الذهني، ويمكن أن تكون هذه نوع من التمارين والتدريبات المنزلية، ثم تنتقل بعد ذلك إلى أن تربط الفكرة الوسواسية باستجابةٍ مخالفة تماماً، وفي هذه الحالة يمكن أن نطلب من المريضة أيضاً أن تفكر في وساوسها، أو حين تذهب إلى الحمام تقوم على سبيل المثال بالضرب على يديها لدرجة الشعور بالألم الشديد، وتكرر ذلك خمس أو ست مرات، على أن يحدث ذلك في كل مرة تريد أن تذهب فيها إلى الحمام .

التمرين الآخر هو أن ترسم فكرة مخالفة لما في تفكيرها، وهي على سبيل المثال: أنا أذهب إلى الحمام، أنا أستطيع التبول، لا شيء يمنعني من ذلك، أنا مثل كل الناس، هذه فكرة وسواسية سخيفة، لابد أن أهزمها، لابد أن أتخلص منها حتى أعيش مثل الآخرين .

مثل هذه التمارين لابد أن تطبق بدقة، ولابد أن تكون بصفة يومية، كما أن هؤلاء المرضى يستفيدون كثيراً من إجراء تمارين الاسترخاء.

أرى من الضروري أيضاً أن تتحدثي إلى الطبيب النفسي حتى يستطيع اختيار العلاج الدوائي الصحيح، وذلك بجانب العلاج السلوكي، ومن أفضل الأدوية للمساعدة في علاج مثل هذه الحالات: (فافرين، بروزاك، سبراليكس، ليسترال، وزيروكسات).

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً