السؤال
أنا شاب في عمر 32 عامًا، متزوج، ولي ثلاثة أطفال ولله الحمد، وأعمل بوظيفة جيدة براتب جيد -ولله الحمد.
مشكلتي بدأت منذ عشرة أعوام عندما اتصلت بصديق عزيز بالصدفة في بيته لأسأل عنه ففوجئت بخبر وفاته، فأصبت بنوبة اكتئاب شديدة صاحبها أفكار وسواسية، وخوف من ألقى نفس المصير، فأصبحت لا أستطيع النوم أو العمل كما ينبغي، أو الاستمتاع بمباهج الحياة، واستمر هذا الوضع سنتين عانيت فيهما كثيرًا، وأصبت بوسواس بأنني مصاب بمرض خطير بالقلب.
زرت أكثر من طبيب، وقمت بعشرات الفحوصات كلها تؤكد سلامتي -ولله الحمد- ومع ذلك أظل أشعر بالوهن ودقات غريبة في القلب، وسرعة مفاجئة في دقاته، وحالات هلع جامحة اضطرتني أحيانًا للعودة من الطريق، وقطع ذهابي للعمل، أو الخروج في وقت مبكر من العمل حتى هداني الله للزواج، فتحسنت حالتي كثيرًا، وأصبحت أطرد هذه الوساوس كلما طافت برأسي.
بالفعل سافرت إلى الخارج لفترات محدودة كمهمات عمل بدون أي مشاكل حتى توفى الله ابن عم لي كان مريضًا بالسكري ومضاعفاته فتأثرت كثيرًا، ولكنني لم أكتشف ذلك إلا بعد أن سافرت للعمل في مهمة قصيرة كالعادة، لكن بدأت تنتابني مخاوف أنني لن أرجع إلى بلدي ثانية، ولن أر أبنائي حتى أصبت بالهلع واضطررت للعودة إلى بلدي بحجج واهية، ثم قررت أن أسافر مرة أخرى لأقهر خوفي، فسافرت وأصبت بالهلع أيضًا، لكني تماسكت حتى عدت لبلدي في الموعد المحدد، وقررت ألا أعاود السفر، فرجعت إلى طبيعتي.
لكن منذ شهرين تقريبا فاجأتني الحالة في طريقي للعمل- كنت مستقلا مواصلات عادية مع أناس لا أعرفهم، وليس بسيارة العمل المعتادة- إذ أصبت بخوف شديد، ورعب دون سبب، وتسلطت عليّ نفس الأفكار القديمة، فعدت أخشى السفر حتى للفسحة، ودائمًا يعتريني الاكتئاب والخوف والترقب، ويتغير مزاجي، وأصبحت أنتظر انتهاء العمل بصبر شديد، ولا أحب الذهاب إليه أصلا، ولكن في بعض الأوقات أجد نفسي طبيعي تمامًا، وخصوصًا بعد ممارسة كرة القدم.
للعلم تتسلط على بعض الأفكار الوسواسية، وأجد نفسي أستجيب لها تلقائيًا مثل: غلق الباب أكثر من مرة، وأشعر أنني إن لم أفعل فسأتأذى، أو سوف يتأذى أحد أبنائي.
أنا -ولله الحمد- مداوم على الصلاة والأذكار وقراءة القرآن، لكن وللأسف تستغرقني بعض الأحيان أفكار جنسية قبيحة لا أهرب منها إلا بصعوبة شديدة.
أفيدوني.