الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع ممارسة حياتي بسبب الخوف والرعشة.. ساعدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من خوف شديد، ورعشة في الجسم، فكيف أتخلص من الخوف والرعشة؛ لأني لا أستطيع أن أعيش حياتي بسبب الخوف، وضعف الذاكرة.

علما أني حاصل على شهادة كامبردج في الحاسب الآلي، ولا أدري هل تقبل في جامعة أم القرى في قسم الشرعية؟

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فايز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

رسالتك مختصرة بعض الشيء، لكن الذي فهمته أنك تعاني من مخاوف شديدة، لم تُحدد هذه المخاوف، ربما يكون خوفًا عامًا يزداد في المواقف الاجتماعية – أي عند المواجهة، ويعرف عن الخوف أنه قد يؤدي بالفعل إلى الرعشة، وإلى ضعف في التركيز؛ لأن الخوف أصله قلق، والقلق يؤدي قطعًا إلى تشتت التركيز، وهذا لا نعتبره مرضًا أبدًا.

أنت لم توضح متى بدأت معك هذه الأعراض، ما هي الأمور التي تزيدها وتنقصها، عمومًا سوف نأخذ رسالتك في حدود ما هو متعارف عليه حول قلق المخاوف، وأقول لك: نظم وقتك بصورة جيدة، وحاول أن تنام مبكرًا، ومارس أي نوع من الرياضة - هذا يفيدك كثيرًا – وأكثر من التواصل الاجتماعي، ومن أفضل أنواع التواصل الاجتماعي: الرياضة الجماعية، حضور صلاة الجماعة، المشاركة في المناسبات الأسرية... هذا كله - إن شاء الله تعالى – يفيدك كثيرًا.

وحين تنظم وقتك، وتركز على الدراسة في فترة الصباح، خاصة بعد صلاة الفجر، هذا - إن شاء الله تعالى – يعطيك شيئا من الثبات في التركيز، ويحسّن عندك الدافعية، -وإن شاء الله تعالى- تتحقق أمنياتك في القبول في جامعة أم القرى بالقسم الشرعي.

أيها الفاضل الكريم: أنت لم تذكر عمرك، إذا كان عمرك أكثر من ثمانية عشر عامًا، ليس هناك ما يمنع من أن تتناول دواء بسيطًا جدًّا يُسمى تجاريًا باسم (إندرال)، ويسمى علميًا باسم (بروبرالانول)، هذا الدواء يزيل الرعشة، لكن إذا كنت تعاني من الربو، أو حساسية في الصدر، فلا تتناول هذا الدواء.

الجرعة هي عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناوله.

وبجانب هذا الدواء يوجد دواء آخر يعرف تجاريًا باسم (زولفت)، واسمه الآخر (لسترال)، ويعرف تجاريًا أيضًا باسم (جنبريد)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين)، متوفر في المملكة، ونحن ننصح به كثيرًا في حالات قلق المخاوف البسيط، الجرعة هي كبسولة واحدة – وقوة الكبسولة خمسون مليجرامًا – تتناولها ليلاً لمدة أسبوع، ثم كبسولة صباحًا، وكبسولة مساءً لمدة شهر، ثم كبسولة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

إن كانت ظروفك تسمح بأن تذهب وتقابل الطبيب النفسي، فهذا أيضًا أمر جيد، لكن حالتك عمومًا - إن شاء الله تعالى - من الحالات البسيطة، وحاول أن تسترشد بما ذكرناه لك، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً