الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل سأتزوج من شخص له ماض؟

السؤال

أشكركم للرد على استشارتي رقم 2216019 جزاكم الله خيراً، ولكن لم تجيبوني على نقطة: إذا تزوجت في المستقبل هل سأتزوج من شخص له ماض؟ لقول الله تعالى: {الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات}.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ elmosta3enabellah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- ونشكر لك الاستمرار في التواصل مع الموقع، ونؤكد لك أننا نتشرف بخدمة بناتنا -وخاصة التائبات- فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وكان عمر يقول: جالس التوابين فإنهم أرق الناس قلوباً. ورب معصية أورثت ذلاً وانكساراً خير من طاعة أورثت ذلاً وافتخاراً.

فهنيئاً لك بهذه الروح، وهنيئاً لك بهذه التوبة والعودة إلى الله -تبارك وتعالى-، ويسعدنا أن نبشرك بأن التائبة إذا صدقت في توبتها وأخلصت في توبتها فهي من ضمن من قال الله عنهم: {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً} {والله يحب التوابين ويحب المتطهرين} فاصدقي مع الله، وأبشري بالخير الذي يأتيك من الله.

أما قول الله -تبارك وتعالى-: {الخبيثات للخبيثين} أو قول الله -تبارك وتعالى-: {الزاني لا ينكح إلا زانية} فهذا على الراجح هو في من استمر وتمادى في المعصية ولم يتب، في من استمر على الخبث والشر، أما من وقع في الخطيئة وتاب ورجع فإنه يعود إليه الخير ويعود إليه التوفيق من الله -تبارك وتعالى-، لأن التوبة من أكبر الحسنات الماحية، والله قال: {إن الحسنات يذهبن السيئات}.

فتأملي خيراً، والعبرة بصدقك ورجوعك إلى الله -تبارك وتعالى- والإنسان إذا تاب عفا الله عنه، عفا الله عما سلف، فإذاً المطلوب هو صدق التوبة، ولا تنشغلي بمثل هذه الوساوس الخادعة، واعلمي أن الإنسان إذا صدق في رجوعه إلى الله فإن الله يستر عليه ويوفقه ويؤيده، ويقدر له الخير إكراماً له على حسن توبته ورجوعه إلى الله -تبارك وتعالى-.

والآية فيمن اعتاد الخبث واستمر عليه وتمادى فيه، ولم يرجع عنه، فهذا كما يقال (الطيور على أشكالها تقع) أما من وقع في الخطيئة ثم أسرع التوبة والرجوع إلى الله وتاب إلى الله -تبارك وتعالى- فهؤلاء يقدر الله لهم الخير.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً