الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أعالج مشكلتي وقد أصبت بالاكتئاب والإحباط؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا لكم على هذا الموقع.
أنا أعاني من عدة مشاكل, كنت قبل 3 سنين جميلة الجسم والشكل, والحمد لله, لكن حدثت لي مشكلة عائلية سببت لي إحباطا واكتئابا, وعانيت منها لمدة سنة, وأصبت بضمور في جسمي, ونحفت من ناحية الصدر (الثدي) والرقبة والساقين واليدين.

وزاد الحالة سوءا بعد ترهل جسمي بالكامل, وخاصة الأفخاذ, وزادت عندي السيوليت بكثرة, ومنظري أصبح مشمئزا.

كما أعاني من الدوالي, وحالتي النفسية متعبة جدا, كرهت جسدي وشكلي, وأنا مطلقة وعندي بنت.
أرجوكم ما الحل؟ وبماذا أبدأ العلاج؟ وكيف؟

وشكرا لكم كثيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sam حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

أولا: لا تنزعجي، وأرجو أن تذهبي إلى الطبيبة, الطبيبة الباطنية أو طبيبة الأسرة، وقومي بإجراء كشف عام.

ثانيًا: سوف تطلب لك الطبيبة بعض الفحوصات المخبرية المهمة، هذه الفحوصات تشمل على فحص الهرمونات –هذا مهم– ونسبة السكر، وقوة الدم، ووظائف الكلى والكبد، وكل ما هو مطلوب من فحص، هذه قاعدة طبية مهمة جدًّا.

أنت الآن لديك شكاوى وترهلات في الجسم وتحسس كبير حول جسدك، أعتقد أن إجراء الفحوصات يجب أن يكون هو النقطة العلاجية الأولى لحالتك، وإن شاء الله تعالى تطلع كل هذه الفحوصات سليمة، وإن كان هنالك أي نقص في شيء أو علة ما فسوف تقوم الطبيبة بتوجهيك التوجيه السليم.

النقطة الثانية وهي: أرى أنك تعانين من اكتئاب نفسي، هذا واضح جدًّا، هذا الاشمئزاز الشديد من شكلك وعدم الارتياح، والتوتر الداخلي، وعدم إدارة حياتك بصورة جيدة وفعالة، هي سمة من سمات الاكتئاب النفسي، كما أن عمر الثانية والأربعين هو العمر الذي يأتي فيه الاكتئاب للنساء، وقطعًا أن ظروفك الصحية والاجتماعية ربما تكون ساهمت بعض الشيء في شعورك بالاكتئاب هذا.

فأنا أرى أن تقابلي الطبيب النفسي أيضًا إن كان هذا ممكنًا، وإن كان غير ممكن هنالك دواء متميز جدًّا يسمى تجاريًا باسم (بروزاك) واسمه العلمي هو (فلوكستين) الاسم العلمي ذكرناه ضروريًا لأنك ربما تجدين هذا الدواء تحت مسمى تجاري آخر في بلدكم ليبيا.

جرعة الفلوكستين تبدئي بكبسولة واحدة في اليوم، الكبسولة قوتها عشرون مليجرامًا، تناوليها بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعليها كبسولتين في اليوم –أي أربعين مليجرامًا– وهذه هي الجرعة العلاجية المطلوبة في حالتك، علمًا بأن الجرعة يمكن أن تكون حتى ثمانين مليجرامًا في اليوم، لكن لا أرى أنك في حاجة لمثل هذه الجرعة.

استمري على جرعة الكبسولتين يوميًا لمدة ستة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة أبدًا, بعد ذلك –أي بعد انتهاء هذه الفترة العلاجية– انتقلي إلى الفترة الوقائية، وهي أن تتناولي البروزاك بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم تتوقفي بعد ذلك عن تناوله.

هذا برنامج علاجي ممتاز وسليم، وفعالية البروزاك تبدأ -إن شاء الله تعالى– بعد ثلاثة إلى أربعة أسابيع من بداية العلاج.

يجب أن تساعدي نفسك أيضًا بوضع ترتيبات وبرامج معينة لترتيب الغذاء والطعام، وأن يكون طعامك صحيًّا ومتوازنًا, حاولي أن تديري وقتك، أنت -الحمد لله تعالى- لديك ابنة، ولديك الكثير الذي يمكنك أن تقومي به.

حاولي أن تحفظي شيئًا من القرآن الكريم، تجنبي النوم النهاري، اعتمدي على النوم الليلي، الرياضة مهمة جدًّا في مثل عمرك، فالرياضة تحسن النفوس، وكذلك تحسن الأجسام، وهي تزيل الاكتئاب، وتقلل من فرص هشاشة العظام عند النساء، كما أنها قطعًا سوف تساعدك كثيرًا في موضوع الترهلات الجسدية التي تحدثت عنها.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية شوشو

    شكراً

  • سوسن

    حلو كتير الحل والله يشفيكي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً