الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لو أن أحداً مات أظن أني السبب في ذلك ... أفكار أهلكتني!

السؤال

أعاني من أفكار غريبة في داخلي، وأريد التخلص منها، مثلاً لو أن أحداً مات ولم أعرف عنه شيئاً، في داخلي أقول: أنت السبب! أو أي أحد مرض حتى ولم أعرفه، كذلك!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المهمومة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

شكرا لك أيتها الأخت "المهمومة" على سؤالك المختصر، - وإن شاء الله - أن همك لن يطول.

من الواضح أنك شديدة الحساسية لحاجات الناس ومصابهم، وأتمنى لو كان عندنا في مجتمعاتنا الكثير من أمثالك، ممن يهتم لهموم الناس ومصابهم، طبعاً ليس بنفس الشدة التي عندك، لأن ما زاد عن حده انقلب إلى ضده.

هناك عدة احتمالات تجعل الإنسان يشعر بمثل هذه الأفكار والمشاعر، منها القلق أو القليل من الاكتئاب الخفيف، أو الرهاب، أو حتى بعض الأفكار الوسواسية، أو أنه ليس هناك أي مرض أو اضطراب نفسي، وإنما هي طبيعته الشخصية الحساسة.

وكما تلاحظين ليس هناك تشخيص محدد لمثل هذا العرض، طالما لم نتعرف أكثر على بعض هذه الأفكار الداخلية، وأريد أن أقول لو أن هناك المزيد من هذه الأفكار الداخلية، والتي ربما وجدت حرجاً من الحديث عنها - وأنا أفترض هنا - فربما يشير الأمر إلى حالة من الوسواس القهري، والذي هو ليس على شكل أفعال تقومين بها، وإنما على شكل أفكار قهرية تفرض نفسها عليك، وتحاولين صرفها ودفعها عنك، إلا أنها تأتي وتفرض نفسها عليك فرضاً، ففي هذه الحالة فإننا نتعامل مع الأمر على أنه وسواس قهري، وكما أؤكد مجدداً أن هذا افتراض مني، احتجت إليه بسبب قلة المعلومات التي قدمتها لنا في السؤال.

وربما الأفضل التركيز على الجانب الإيجابي في مثل هذا العرض، إن نفينا الوسواس أو غيره من التشخيصات السابقة، الأمر الإيجابي أن لديهم اهتماماً وحرصاً على مصلحة الناس، وأنك تشعرين بمشاعرهم ومصابهم، ولكن يحتاج الأمر لبعض الضبط، كي لا ترهقي نفسك بما تحتملين وما لا تحتملين، وأنت إن عانيت مع كل مصاب لكل فرد من الناس، فهذا سيضرك على المدى البعيد، ولذلك فالأفضل أن تقولي لنفسك عبارات مثل: (نعم .. أنا أهتم لحاجات الناس، ولكن لي أيضاً حاجاتي) وربما يفيد هنا استحضار الحديث النبوي الكريم: (إن لنفسك عليك حقاً) فلا يفيد كثيراً في بعض الأحيان أن نهتم للآخرين على حساب أنفسنا، فلا نهملها كل الإهمال.

وفقك الله لكل خير، وإن شاء الله نسمع أخبارك الطيبة قريباً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً