السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد:
فأنا أبث إليكم معاناتي ليس لكي تواسوني، بل لتواسوا قلبي الجريح وألمي المر.
فأنا فتاة أعيش بين أسرة مفككة: أب لا يعرف الرحمة ولا يحب زوجته، ويحاول بكل الوسائل جرحها وإهانتها، وبالرغم من كل ذلك فهو مصاب بداء خطير ومرض نفسي مدمر، ألا وهو البخل والنفاق.
بالرغم أن لديه من المال الكثير، والله! لا تصدقونني لو قلت لكم: إن لديه جمعية وعقارات ومنازل وأراضي زراعية وفيلا، كل ذلك في الخارج ونحن هنا نعيش في بيت إيجار ولا يعطينا من مصروفه ريالاً واحداً، ونعيش على حساب إخوتنا، وليت الأمر انتهى على ذلك، ولكنه لا يترك أمي لحالها ويأخذ منها كل يوم صباحاً مبلغاً من المال، بالرغم من علمه أنها لا تملك إلا مصروف البيت وهو يملك الكثير في البنك، وليس هذا أيضاً هو ما يجرحني، ولكن الذي يجرحني عندما يمد يده مثل الفقراء لزوجات إخوتي ويطلب منهن خمسة ريالات لكي يذهب بالتاكسي ويردونه خائباً!
مع أن جميع إخوتي يعطونه مصروفاً كل شهر ولكن سرعان ما يذهب بتلك الأموال إلى البنك.
لا نعرف له دواءً، ولداء النفاق الذي به، ووالله! لو أشرح لكم لما كفى كتاب كامل، وهو أيضاً يصرف على الغير، ولكن لا يصرف علينا نصف ريال، ويعمل لبعضهم تذاكر ونحن أبناؤه وبناته لا نجد منه شيئاً.
ولا يطيق رؤيتنا، ويسعد إذا رآنا محرومين من النعم أو يقوم أحد بإذلالنا، ويسبنا يومياً، ويعود علينا بالرغم من أننا نقوم بواجباته وحقوقه، وهو لا يقوم بأبسط حقوقنا وهي أن يعبرنا بكلمة لطيفة أو تشجيع.
أبناؤه جميعهم لا يريدون رؤيته؛ لأنهم مجرد أن يروه فإنه يقوم بطلب المال والأغراض ويقوم بتوزيعها على أناس أغنياء بغرض المصلحة وعلى حساب أبنائه.
أتدرون كم يبلغ من العمر؟
إنه الآن يبلغ 75 عاماً، ولا يستطيع المشي جيداً، ويبول في ملابسه أعزكم الله، وأنا من أتولى تنظيفه راجية من الله الأجر والمثوبة.
أفيدوني جزاكم الله خيراً.