الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما علاج البواسير والفرق بينها وبين الناسور؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا عمري 22 سنة، أعاني من قبل 5 شهور من حبة في منطقة الشرج، وقرأت عن أعراض البواسير فوجدت منها نزول دم ولكن لم ينزل مني دم، ولكن في الفترة الأخيرة بدأت تضايقني بالحك، وعند التغوط تبرز في جوانب الشرج، وكشفت عند الدكتور عندما كانت واحدة وقال: ناسور، والآن عند التغوط يظهر مثل التورم وأنا خائف أن يكون سرطاناً -لا سمح الله- علماً بأنني لا أعاني من شيء والحمد لله، ووزني طبيعي لا نقص ولا شيء.

أتمنى أن تفيدوني إذا كان هناك علاج مؤقت، لأنني سوف أدخل لتدريب عسكري، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فلقد قلت: إن الطبيب قد أخبرك أن هذه الحبة هي ناسور، فلابد وأن هناك التباساً، فالناسور فتحة غير طبيعية بين المستقيم والخارج، وتكون بشكل فتحة تخرج صديداً، وأحياناً برازاً، وأحياناً ريحاً دون التحكم به، وهناك ناسور الشعر وهو ناسور عصعصي لا يكون عند الشرج، ويكون بين الإليتين في الوسط، ويسمى كيس شعر وهو يخرج صديداً وقد يلتهب.

ويعتمد التشخيص أساساً على الفحص الطبي بواسطة الجراح، حيث يلاحظ وجود الفتحة الخارجية، ويستطيع أيضاً عن طريق الفحص الشرجي الداخلي من الإحساس بالفتحة الداخلية، ويلجأ الجراح أحياناً إلى عمل منظار شرجي لرؤية هذه الفتحة الداخلية.

أما البواسير فهي التي تبرز من فتحية الشرج، وسببها تدلي وبروز الأوردة التي تحيط بالشرج من الخارج، ويمكن أن ترى البواسير الخارجية بسهولة كطياَّت صغيرة لجلد مائل في لونه إلى البني وبارزة من حواف فتحة الشرج، ولا تسبب البواسير الخارجية أي أعراض، وممكن أن تؤدي إلى حكة خفيفة، وبعض التضيق أثناء التغوط، ونادراً ما تسبب البواسير الخارجية نزيفاً دموياً، لذا فالاحتمال الكبير أن يكون ما تعاني منه هو بواسير خارجية وليس ناسوراً.

والبواسير الداخلية أيضاً يمكن أن تخرج إلى خارج الشرج أثناء التبرز، وهي درجات:

الدرجة الأولى: موجودة داخل قناة الشرج وترى من الخارج.
الدرجة الثانية: تظهر أثناء التبرز وتعود تلقائيا إلى مكانها.
الدرجة الثالثة: تبرز أثناء التبرز وتعود إلى الداخل بالضغط عليها.
الدرجة الرابعة: تبرز إلى الخارج ولا تعود إلى الداخل.

يعتمد نوع العلاج على نوع البواسير داخلية كانت أو خارجية، وعلى درجة البواسير والأعراض المصاحبة، وبالنسبة للبواسير الداخلية من الدرجة الأولى تعالج باستعمال الأدوية المقبضة للأوعية الدموية والمراهم واللبوس الموضعي لجعلها تنقبض وتضمر، ويمكنك مؤقتاً استخدام مراهم وتحاميل للبواسير مثل: (Proctoheal) و(Proctoglyvenol).
والبواسير من الدرجة الثانية تعالج مثل الدرجة الأولى، وقد يُلجأ إلى وسائل أخرى مثل الحقن بمواد مجلطة أو استعمال الرباط المطاطي أو الأشعة تحت الحمراء، وكلها تسبب ضمور البواسير في كثير من الحالات، ولكن في بعض الحالات تحتاج إلى تدخل جراحي عند عدم الاستجابة لهذا النوع من العلاج أو حدوث مضاعفات.

والدرجتان الثالثة والرابعة: يتم استئصال البواسير كلياً من داخل الشرج وهناك طرق مختلفة للاستئصال الجراحي وتؤدي للتخلص النهائي من البواسير الشرجية.

البواسير الخارجية: يتم استئصالها جراحياً ويستعمل العلاج الموضعي فقط لتخفيف الأعراض لحين عمل العملية.

ويعتبر التدخل الجراحي هو الحل الأمثل لعلاج مرض البواسير الشرجية، وخاصة بعد تطور الطرق الجراحية واستعمال الأجهزة الحديثة لتقليل الألم ومشاكل ما بعد الجراحة، وتعطي نسبة عالية جداً من الشفاء التام.

نسأل الله لك الشفاء العاجل، وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً