السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيراً عما تقدمونه من نصح وإرشاد للأمّة الإسلامية، وأسأل الله أنلا يحرمكم عظيم الأجر. وأطلب إليكم بصدق ألا تهملوا استشارتي، وإن كانت تنطوي على شيء من الغرابة! كما يخبرنا الله عز وجلّ وكذلك يخبرنا الرسول أن ابتلاء الله لعبده يدل على محبة الله للعبد، وأنه على قدر دين المرء يكون بلاؤه، وأنه يؤجر في مصيبته إن صبر واحتسب واسترجع ولم يسخط.اطلعت على هذه الآيات وكذلك على الأحاديث النبوية الشريفة وحمدت الله سبحانه على ما أنا عليه من بلاء، وعزمت على الصبر والاصطبار إلى حين يفرج الله همي ويغير لي ظروف معيشتي البائسة والحمد لله، وما هذا إلا طمعاً في الأجر، ولأن الصابرين يوفون أجرهم بغير حساب. المشكلة - أو لا أعرف إذا هي مشكلة - أني أصبحت أحب هذا البلاء، بل وأحياناً إذا أحسست أن بلائي سيزول أحس بقلق وريبة. مثلاً أحلم بأني مريضة بأمراض صعبة وأفرح بما أحلم به، وكلما امتعضت نفسي من حال معين زجرتها وعنفتها، وإذا أتيح لي ما هو أفضل أختار الأدنى، وبت أخشى من الانتقال من بيتي مع أنني دعوت الله كثيراً أن ينجيني من بيتي وأهله فكلهم بعيدون عن الدين. ودعوت أن يرزقني زوجاً صالحاً تقر به عيني، ولا زلت أتمنى هذا لكن أخشى أن يكون هذا الزوج غنياً وبيته فخم وبمستوى أعلى من مستوى بيتي، وأخشى أن أعد له صنوفاً متنوعة من الطعام وبالتالي أضطر إلى تناول الطعام معه، وأنا حقيقة اعتدت على أصناف معينة من الطعام وهي المتوفرة في بيتنا. أخشى أن يكون هذا ضرباً من (المازوشية) أي حب تعذيب النفس، وهذا منافٍ للدين، إذ قال رسولنا صلوات ربي وسلامه عليه: (لا ضرر ولا ضرار)، وفي نفس الوقت أخشى كثيراً من رغد العيش، ولا أتقبل أن يرتفع مستوى معيشتي. فهل علي تغيير تفكيري؟