السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أجريت لي عملي زراعة كلى قبل 3 سنوات، ولله الحمد من قبل ومن بعد أنا أعيش الآن حياة طبيعية بفضل الله ومنه، ولكن قبل العملية مررت بتجربة لا أبالغ إن قلت لكم أنها أقسى ما واجهت في حياتي، وربما تكون الأقسى في حياتي كلها، قبل أن أذهب إلى البلد الذي أجريت لي عملية الزراعة فيه، قدر الله أن أذهب إلى بلد آخر من أجل نفس الغاية، وهناك كانت الهوائل التي يصعب الحديث عنها، أنا ولله الحمد أشعر بمن الله العظيم، ولكن الصور التي رأيتها في ذلك البلد من التخلف وسوء الخدمات الطبية حتى الرائحة المنبعثة من كل مكان تثير زفرات الموت، ومن ثم فإنهم أشاروا علي بإيقاف دواء كنت آخذه من أجل تقبل الكلية السابقة المتوقفة، بعدها عشت أياماً لا يعلمها إلا الله، لقد ارتميت في أحضان الألم الشديد، ألم يصعب على القلم وصفه، ويتوقف اللسان عن فك جمله وكلماته، الآن في كثير من الأحيان تطاردني تلكم الصور، وتحزنني تلكم المشاهد، وربما يصمت لساني عن الحديث.
وأزيدكم من الحديث عندما أقول لكم أنني أحياناً أسخط على إخوتي، وكل من كان لهم علاقة بهذا الموضوع؛ لأنهم هم من بعثني إلى جهنم الأرض، ولما استغثت من أجل أن يرجعوني، قال لي أخي العزيز: لن أشترك في تلكم الجريمة أي إرجاعك قبل إجراء العملية، مع أن إبقائي هناك كان جريمة بحق الإنسان، وقد لطف ربي عندما عدت إلى بلدي، أدخلوني غرفة العمليات، حينها قال الطبيب لأخي: أدعو الله أن يمهلني فقط 3 ساعات قبل أن تنفجر الكلية، وربما سامحوني على الزيادة ولكنها شهقات تنبعث من النفس المكوية المحروقة، التي لا أكذبكم القول إذا قلت لكم أنني أكتب لكم وعيني تدمع بعد أن جزع قلبي واختل كل وجداني، ولكن احتملوني، فأنتم الوحيدون الذي أشكو لهم ضعفي وهمي وقلة حيلتي وهواني على بعض الناس بعد الله.
وبارك الله فيكم.