السؤال
أنا فتاة أعاني من مشكلة وهي أنني جريئة في قول الحق مع الناس كثيراً، وهذا يُلحق بي الأذى في أكثر الأحيان، وقد سمعت أن الشجاعة عند المرأة عيب، فكيف أتخلص من هذا العيب؟
وشكراً.
أنا فتاة أعاني من مشكلة وهي أنني جريئة في قول الحق مع الناس كثيراً، وهذا يُلحق بي الأذى في أكثر الأحيان، وقد سمعت أن الشجاعة عند المرأة عيب، فكيف أتخلص من هذا العيب؟
وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Khayra حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الشجاعة المرفوضة في المرأة هي الجرأة في مكالمة الرجال والجدال معهم والتطاول عليهم وإفحامهم، ورفع الصوت عندهم، وأما قول الحق والصدع به فإنه أمر مطلوب من الذكر والأنثى، وإذا ظهر للمرأة الحق ولم يكن في الرجال من يقول به فلا مانع من أن تصدع به وتصدح، وقد يصل في بعض الأمور إلى الوجوب.
وأما إذا وجد من يقول الحق ويعدل به من الرجال فليس للمرأة أن تعين نفسها محتسبة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر بين الرجال، وأما مع بنات جنسها فذلك أمر مطلوب، ولكننا ندعو من يريد أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر أن يكون أمره بالمعروف معروفاً ونهيه عن المنكر بلا منكر.
كما أن الناصح لا بد أن يكون لطيفاً شفيقاً رحيماً ينتقي الكلمات ويختار الأوقات المناسبة ويبحث عن المدخل الحسن، وقد دخل رجل على بعض خلفاء بني العباس وقال له: إني واعظك ومشدد عليك في الموعظة، فقال له الخليفة: لا حاجة لنا في موعظتك، قال: ولم؟ قال: لأن الله بعث من هو خير منك إلى من هو شر مني، بعث موسى عليه الصلاة والسلام وهو خير منك، إلى فرعون وهو شر مني، فقال له سبحانه: (فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى)، [طه:44].
ولذلك فالأصل هو الرفق واللين واستخدام الحكمة في الدعوة والنصح والإرشاد فهو منهج وطريق الرسل والأنبياء والصالحين المصلحين والصالحات.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يجعلنا وإياك ممن يقولون الحق وبه يعدلون.
وبالله التوفيق والسداد.