السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أشعر بالضعف في مجالات كثيرة، منها الاجتماعية والتعبدية والعلمية والثقافية، وكلما تحدثت مع أحد في أي مجال، فإنني أشعر بأنني لا أمتلك القدر الكافي من الخبرة في جوانب الحياة رغم أن من أخاطبهم بنفس عمري، ونفسي تحدثني بأنني أمتلك شيئاً أتميز به عن غيري، فكيف أستطيع معرفة ما أتميز به حتى أستثمره وأنميه؟!

وأشعر أن يومي كله يضيع، وبالتالي عمري كله الذي هو رأس مالي للآخرة، وقد قمت بعمل جدول لمعرفة الوقت الذي يضيع، فوجدت أن تسعة عشر ساعة تذهب مني هباء ما بين نوم وعمل وأكل ونحو ذلك، وأغبط العظماء والعلماء الذين استثمروا دنياهم لأخراهم، فهل من سبيل لأصبح مثلهم؟!

وجزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يثبتك على الحق وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يزيدك قوة وثباتاً وأن يرزقك الفصاحة والبلاغة والبيان، وأن يعينك على إدارة وقتك بطريقة صحيحة، وأن يوفقك لكسب ثقتك في نفسك وثقة الآخرين فيك، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن الشعور بالضعف في مجالات شتى هو أمر حقيقي يحدث لدى بعض الشباب، وذلك نتيجة لعدم الاحتكاك الأسري الموسع في مرحلة الطفولة وما بعدها، فإن بعض الأسر تحرص على أن تُغلق الأبواب على أبنائها حتى لا يحتكون بالسيئين من الشباب أو الأبناء ولا يحتكون بالمجتمع الفاسد، وهذا الانغلاق يترتب عليه ضعف الخبرات الاجتماعية وقلة الخبرة في القدرة على التواصل مع المجتمع.

فقد يكون الإنسان موفقاً علميّاً ويصل إلى أعلى الدرجات العلمية ولكنَّه لا يستطيع أن يدير حواراً أو أن يكسب إعجاب وتقدير من يتحدث إليهم أو أن يتمكن من إقناع الآخرين بوجهات نظره.

ولذلك فإنك تحتاج إلى أشياء تعوضك عن هذا النقص الذي أصابك في المراحل الأولى، ومن هنا أنصحك بقراءة بعض الكتب، وهي ضرورية لتعويض هذا الخلل، ومن هذه الكتب كتاب اسمه (كيف تفهم نفسك وتفهم الناس) لكاتب اسمه (هنري كلاي)، وهذا كتاب ترجمه (شفيق أسعد فريد) وهو موجود في مكتبة (الخانجي) بالقاهرة، ومتوفر في المكتبات أيضاً، وهذا الكتاب يجعلك تفهم الناس من حولك.
وهناك كتاب آخر يسمى (أين السعادة) لمؤلفه (عبد المنعم محمد الزيادي)، وفيه تعرف كيف تكون سعيداً وكيف تكون متأقلماً مع الجو الذي تحيا فيه، وكذلك كتاب آخر اسمه (أتح لنفسك فرصة) ومؤلفه هو (بردون بيرون) ومترجمه (عبد المنعم الزيادي)، وهو كتاب في المهارات النفسية التي تستطيع من خلالها أن تعيد ثقتك إلى نفسك، وهناك أيضاً كتاب اسمه (دع القلق وابدأ الحياة) تأليف (دير كارنجي)، وهو من الكتب المهمة جدّاً التي تساعد في النجاح والقدرة على التواصل مع المجتمع وأن تكون ناجحاً في كل أمورك بإذن الله تعالى.

ولعلك سمعت عن الدكتور (إبراهيم الفقي) المتميز في القدرة على التنمية الذاتية، وله كتاب اسمه (المفاتيح العشرة للنجاح) تستطيع إن شاء الله تعالى من خلال هذا الكتاب أن تتعرف على عوامل النجاح في الحوار وفي الحياة الزوجية وفي الحياة العامة، بل وفي حياتك في داخل المؤسسة التي تعمل فيها، وهناك كتاب آخر اسمه (عشرون خطوة للنجاح، معايير تقويم الأداء المميز)، وقد قام بترجمته (يحيى مصلح)، فهذه كتب اخترتها لك من المكتبة تستطيع بها إن شاء الله تعالى وبغيرها أن تعوض هذا الخلل الذي تعاني منه في نمط حياتك، أو في تعاملك مع الآخرين.

وأما ما يتعلق بالمحافظة على الوقت فهناك عشرات الكتب التي تضع خطة لتنظيم الوقت، فضع لنفسك برنامجاً للاستغلال الأمثل للوقت؛ لأنه عندما سُئل رجل من أغنياء العالم ومن أصحاب شركات السيارات الكبرى العملاقة الذي يدخل إليه شهرياً ملايين: كيف حققت هذا الإنجاز؟ قال: (في نفس الأربع والعشرين ساعة التي تحياها أنت كإنسان عادي أنا أحياها ولكني أستغلها بطريقة مثلى، فأنا لا أحتاج وقتاً زائدا على الأربع والعشرين ساعة التي أعطاني الله إياها، وأحقق فيها ما أريد من النوم ومن المتعة ومن الراحة ومن الأكل والشرب ومن إنجاز هذه الأعمال، ولكن كل الذي فعلته إنما هي خطة دقيقة التزمت بها وألزمت نفسي بها فأدت إلى هذا النجاح المتميز).

فاقرأ أي كتاب من كتب تنظيم الوقت ستعينك إن شاء الله تعالى على وضع خطة تمشي عليها في حياتك وستتحقق إنجازا كبيراً بإذن الله تعالى في مجال الدين والدنيا معاً، نسأل الله لك التوفيق والسداد وأن يأخذ بناصيتك للحق وأن تكون متميزاً مبدعاً في أمورك كلها.

وبالله التوفيق.