ما حكم من ترفض الخطاب بحجة عدم الارتياح؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ A-h حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الرفض المتكرر للخطاب يوقف طرق الشباب ويثير حول الفتاة الارتياب ويجلب لأهلها اللوم والعتاب، خاصة إذا كان الرفض من دون أسباب وكان بعض من تقدم مطيعاً للوهاب.

وأرجو أن تعلم كل فتاة أن لها سناً ووقتاً تكون فيه مرغوبة ومطلوبة – وكما قيل: (إذا هبت رياحك فاغتنمها) فإذا اعتذرت الفتاة بالدراسة أو بغيرها أبتعد الشباب عنها وحذر بعضهم بعضاً تفادياً لصدمة الإحراج والرد، ثم يأتي عليها وقت تتمنى أن يأيتها أي أحد فلا يجيب! وربما اضطرت بعضهن فأعلنت في القنوات والمجلات والمواقع وهذا بخلاف ما أراده الإسلام لها حيث أرادها مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة.

ونحن ننصح أولياء الفتاة التي ترفض الخطاب أن يحاوروها في هدوء ويجتهدوا في الوصول إلى أسباب ذلك الرفض فإن معرفة السبب تزيل العجب وتساهم في إصلاح الخلل والعطب، أما إذا لم تكن هناك أسباب فعليهم أن ينصحوها ويبينوا لها عواقب ونتائج رفضها للخاطب.

وحبذا لو تمكنا من معرفة ردود الفتاة حتى نستطيع أن نناقشها في هدوء، وإن كان للفتاة أسباب لا تحب ذكرها لكل أحد فيمكنها أن تطالب بحجب استشارتها وإرسالها بعد الجواب عليها في (الإيميل) الخاص بها.

وأرجو أن تقبل مهما كانت الأسباب فإن الذي يحصل شيء غير طبيعي وليس من مصلحة الفتاة ونحن في الحقيقة نتعامل مع فتياتنا بمشاعر الأب الشفيق والأخ الحنون.

ومعنى القبول هنا ليس بكل من هب ودب، بل بمن توفر فيه صفتا الدين والخلق.
وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لفتياتنا الخير ثم يرضيهن به.