السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جاءني في بريدي الالكتروني رسالة نصها أن شرب 160مل مياه على الريق كل يوم تشفي عدة أمراض، منها أمراض مستعصية - ولا يستعصى أي شفاء على الله أعطانا وأعطاكم الله الصحة - المشكلة بأني قرأت بعض المقولات الحكيمة للإمام الشافعي، وهي أربع يقوين البدن، وأربع يوهنّ البدن، وذكر منها كثرة شرب الماء على الريق، فأيهما نصدق؟

أفيدونا أفادكم الله بما ينفع الأمة الإسلامية وبارك الله فيكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلم أجد أي بحث علمي أو دراسة علمية قد أجريت بالطرق العلمية الصحيحة الدقيقة من أن شرب الماء في الصباح يشفي من الأمراض المستعصية، كما جاء في رسالتك.

وأود أن أوضح هنا أن كلمة شفاء تعني أن المرض لا يعود، وأن من كان يعاني من المرض فإنه يشفى تماماً ويتوقف عن تناول الأدوية لهذا المرض، ويعود الوضع إلى الطبيعي.

كثير هي المواقع في الإنترنت التي تتحدث عن جمعية يابانية تقول أنه قد ثبت أن الشفاء 100% من أمراض كثيرة، ويحصون لك كل الأمراض التي تصيب كل الأجهزة في الجسم، ومنها السرطان، وأمراض القلب والرئتين، والكلاوي والمفاصل، وأمراض كثيرة جداً، ويحددون لك عدد الأيام التي تشفى بها.

هذا كلام لا يمكن أن يصدق من ناحية علمية، فلا يوجد أي دواء يساعد على الشفاء من أي مرض 100% ( الشافي هو الله).

أنا لا أقلل من حاجة الإنسان للماء، فكلنا يحتاج إلى 8 -10 أكواب من الماء تقريباً تزيد وتنقص حسب الجو، وحسب حاجة الإنسان اليومية، ونشاطه العضلي، ويساعد الماء في التخلص والوقاية من الإمساك، ويعتمد الجسم على الماء في عملياته الحيوية.

وشرب كوب من الماء في الصباح على الريق يساعد القولون على طرح ما تبقى به من فضلات، والإدرار في البول الذي يحصل نتيجة شرب هذا الكوب يساعد الكلية كذلك بالتخلص من فضلات الجسم.

وقول الإمام الشافعي رحمه الله: (كثرة شرب الماء على الريق) ما قصد فيه الإكثار من الماء على الريق، وهو صحيح، فلم يقل شرب الماء على الريق، وإنما الإكثار بالكمية.

فما ينصح به هو شرب كوب وليس العديد من الأكواب.

وبالله التوفيق.