الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرهاب الاجتماعي والشخصية الحساسة

السؤال

قبل البدء في سرد معاناتي أتوجه بالشكر الجزيل لكل القائمين على هذا الموقع.

أنا شاب أبلغ من العمر 21 عاماً، أعاني من مزيج من الإحساس بالاضطراب والرهاب وضعف الشخصية، فأي شخص يستطيع إدراك ما أعانيه من اضطراب بمجرد النظر إلى طريقة كلامي أو مشيتي غير المتناسقة، والمتوترة والغريبة، والتي تزداد سوءا كلما مررت بجمع من الناس.

بالإضافة إلى ما ذكرته أعلاه فإنني أعاني من أمر آخر يكاد يحول حياتي إلى جحيم لا يطاق، وهي كثرة التفكير في كلام الناس لي، وفي طريقة ردي، وهل كان ردي مناسبا؟

أتألم كثيراً إذا حاول أحدهم التعرض لي بالحديث، وبدلا من الرد عليه فإني أكتفي بالصمت واحمرار الوجه، وأزينهما بابتسامة صفراء وبلهاء؛ مما تجعلني موضع تهكم من البعض، وحيرة وشفقة من البعض الآخر، وهذا ما يزيد ألمي.

من خلال تصفحي في صفحات الويب شد نظري عقار يدعى زيروكسات، والآخر يدعىProzac وعن قدرتهما الهائلة في تخفيف التوتر والقلق، وبالتالي تخفيف أثار الرهاب، فهل من الممكن أن أتناول أحدهما؟ وهل لهما آثار جانبية؟

علماً بأنه يتعذر بل يستحيل علي الذهاب لطبيب نفسي لأسباب خارجة عن إرادتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم، هذه الحالة التي تعاني منها هي نوع من قلق الرهاب الاجتماعي البسيط، ولكن حجم وشكل الأعراض قد تضخم وتجسم؛ لأن أيضاً شخصيتك تحمل سمات وصفات الحساسية.

أنت وصفت نفسك بضعف الشخصية وهذا خطأ جسيم؛ لأن هذه الأحكام الاستباقية تضر كثيراً بالصحة النفسية، لا يوجد مقاس حقيقي يوضح من هو قوي الشخصية، ومن هو متوسط الشخصية، ومن هو ضعيف الشخصية، وعليه أخي أرجو ألا تقلل من قيمة ذاتك.

الشيء الآخر هو أن تسعى لتخفيف أعراضك وذلك عن طريق المواجهة المستمرة وعدم التجنب، وأرجو أن تصل لقناعة كاملة أنك غير مراقب من الآخرين وغير مرصود ولا أحد يقوم بالتقليل من شأنك أو قيمتك، هذه المبالغة في المشاعر معروف أنها تصحب الرهاب والخوف الاجتماعي.

الشيء الآخر هو أرجو أن تكون فعالاً على النطاق الاجتماعي، وذلك بالمشاركة في الأعمال الخيرية الجماعية، وممارسة الرياضة مع الآخرين، والإكثار من التواصل الاجتماعي، وتحسين مهاراتك التخاطبية للآخرين، وذلك بالنظر في وجوههم حين التحدث معهم، وعدم التركيز على مراقبة ما تقوله.

أخي الفاضل! لقد وجد أن ارتياد حلقات التلاوة والمشاركة فيها تحسن من المهارات الاجتماعية وتقلل من المخاوف والقلق والرهاب، فأرجو أن تحرص على ذلك فلك - إن شاء الله - منفعة الدنيا وخير الآخرة.

بالنسبة للعلاج الدوائي أتفق معك تماماً أن الزيروكسات هو من أفضل الأدوية التي تعالج الرهاب الاجتماعي، وكذلك القلق والتوتر المصاحب، جرعة البداية لهذا الدواء هي 10 مليجرام (نصف حبة) ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة بعد ذلك بنفس المعدل – أي نصف حبة كل أسبوعين – حتى تصل إلى حبتين في اليوم (40 مليجراما)، وتستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، بعد ذلك تبدأ في تخفيض الدواء بمعدل نصف حبة كل شهر حتى تتوقف عنه تماماً.

هذا الدواء ربما تجده تحت اسمه العلمي وهو باركستين Paroxetine.

بالنسبة للعقار الآخر وهو البروزاك هو مفيد في علاج الاكتئاب، وكذلك القلق ولكن فوائده في علاج الرهاب الاجتماعي هي أقل بكثير، وعليه أنصح لك بالزيروكسات.

أسأل الله لك الشفاء والعافية وكل عام وأنتم بخير.
-----------------
انتهت إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية والتي تتناول علاج الرهاب بالوسائل السلوكية: ( 259576 - 261344 - 263699 - 264538 )، واضطرابات الشخصية: ( 267842 ).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً