الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الاضطراب الوجداني.

السؤال

في البداية أود أن أتقدم بأسمى آيات الشكر لكل العاملين على هذا الموقع، وجزاكم الله خيراً، ورحم الله الممول له وجعل ذلك في ميزان حسناته.
أود أن أسأل عن أفضل علاج للاضطراب الوجداني، وهل يمكن الشفاء منه تماماً، أو أنه يستمر طوال العمر؟
يأخذ أخي المريض بالاضطراب الوجداني (عافاكم الله) حبة اولابكس 10 ملجراماً صباحاً ومساء، وحبة دباكين 500 ملجراماً صباحاً ومساءً، فأود أن أسأل عن هذا العلاج، وأود أن تعطيني بعض النصائح للتعامل معه، ولكم جزيل الشكر.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصعب حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيراً أخي على سؤالك هذا وعلى اهتمامك بأمر أخيك، نسأل الله له الشفاء والعافية.
أخي! الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية يصيب عددا كبيراً من الناس، بعض الدراسات تشير أن 1 إلى 2% من الناس ربما يعانون من درجة ما من هذا المرض، حيث أنه متدرج ويختلف في شدته والطريقة التي يظهر بها.
حقيقة المرض -إن شاء الله- يمكن أن يعالج ويعالج بصورة تامة في معظم الحالات، هنالك حالات قليلة ربما يظل المرض مزمنا، وهذه هي الحالات التي تنتاب المريض فيها دورات من الهوس ودورات من الاكتئاب متناوبة إذا كان المريض يكون عرضة لأكثر من أربع إلى خمس نوبات في العام؛ هذا ربما يظل المرض مزمنا معه بعض الشيء.
ولكن أيضاً -إن شاء الله- بالالتزام بالعلاج حتى هذه الفئة من المرضى يمكن أن تتحسن، ويمكن أن تتساير مع الحياة وتقوم بواجباتها.

نحن حقيقة لا نتخوف من المرض وأعراضه، ولكن نتخوف من الإعاقة التي ربما تكون ملازمة للمرض.
كثير من الناس يعانون من أمراض شديدة كالفصام، ولكنهم الحمد لله يقومون بأداء واجباتهم وأعمالهم والقيام بالتزاماتهم العملية والمنزلية وخلافه، فهذا هو الشيء المهم.

أخي: حقيقةً الاضطراب الوجداني يتطلب الالتزام بالدواء، والأدوية التي يتناولها هذا الأخ هي أدوية ممتازة، فالدباكين يعتبر هو الآن الدواء المفضل، وهو الدواء الأفضل في كثير من الدراسات، والمدرسة الأمريكية أكثر ميولاً له، وحقيقة هنالك نوع من الدباكين يسمى بـ"دباكين كرونو" يعتبر هو الأفضل من الدباكين العادي.

والجرعة هي تتفاوت من 500 إلى 2000 مليجرام في اليوم حسب الحالة، كما أن الدباكين يمكن قياس مستواه في الدم بكل سهولة، وهذا يجعلنا نتأكد أن هذا المريض يأخذ الجرعة العلاجية أم لا، كما أنه من المفترض أن تجرى فحوصات عامة للشخص الذي يتناول الدباكين، خاصة إجراء فحص وظائف الكبد مرة كل ستة شهور أو كل عام؛ لأن الدباكين ربما يؤدي إلى ارتفاع بسيط في إنزيمات الكبد، وهذا لا يعني أن يتوقف الإنسان عن العلاج، لا، حتى وإن ظهر هذا الارتفاع لا يتوقف عنه ولكنه فقط يظل هنالك نوع من المتابعة.

أما الدواء الآخر فهو أيضاً من الأدوية الجيدة، وهو من الأدوية الجيدة ومن الأدوية التي تساعد في تنظيم المزاج، هذا هو الذي أود أن أقوله بالنسبة للعلاج.

يا أخي هنالك بالطبع أدوية أخرى مثل التجرتول ومثل الليثيم، ولكن الدباكين كرونو - إن شاء الله - هو الأفضل لمنع النوبات المرضية.

أما بالنسبة للتعامل معه، فأنا أعتقد أنه يجب أن تكون المعاملة معه معاملة عادية، يجب ألا يُعامل كمعاق، يجب أن تحفظ له كل حقوقه الاجتماعية والأسرية والزوجية – إذا كان متزوجاً – يجب أن يستشار، ويجب أن يعطى اعتباره، هذا أمر ضروري جدّاً.

وفي نفس الوقت يشجع على تناول أدويته والتزامه بها؛ لأن هذا أمر ضروري جدّاً،
إذن هذه الخطوات التأهيلية هي خطوات مهمة جدّاً، وهي تقوم على المساندة وعلى المؤازرة وعلى تحسين الدافعية لديه وتشجيعه على تناول العلاج.

جزاك الله خيراً، وبارك الله فيك، وأسأل الله لك الشفاء ولنا جميعاً.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً