الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فقد الانتصاب والخفقان ..هل لهما علاقة بالتهاب القولون؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أجريتُ تحليل برازٍ وتبيّن وجود التهابٍ في القولون وأميبا، وأشعر حاليًا بعدم اتزانٍ، وإرهاقٍ، وغثيانٍ، ودوارٍ في بعض الأحيان، كما أعتمد في تنفسي على البطن، ونفسي سريعٌ ومجهد.

وصف لي الطبيب دواء "نانوزوكسيد" مرتين يوميًا، ولكن الأعراض ما زالت مستمرة، كما أنني أعاني من حصوة كالسيوم بحجم 5 ملم في حوض الكلى، وأشعر بحرقةٍ في البول، وسخونةٍ داخل فتحة الشرج.

أجريتُ مزرعة بولٍ، وكانت النتيجة عدم وجود بكتيريا، كما أجريتُ أشعةً مقطعيةً للبروستاتا، أظهرت تضخمًا بسيطًا (36CC)، وقد وصف لي الطبيب دواء "ستاركوبريكس 5 ملم" حبةً واحدةً يوميًا، وفوار "يوراليت يو" للحصوة، ولكن الآن، وبعد التهاب القولون، أصبح دواء "ستاركوبريكس" لا يحقق الانتصاب كما في السابق، بل أفقد الانتصاب، وأشعر بخفقان.

لا أعرف ماذا أفعل! هل هذا ناتجٌ عن تأثير التهاب القولون؟ علمًا بأنني أتناول مكمل "كالماك" مرتين يوميًا، لستُ أدري كيف أتعامل مع التهاب القولون الذي يؤثر عليّ، وعلى تنفسي، وعلى الانتصاب، مع شعوري بعدم الاتزان!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هاني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نتمنى لكم تمام الشفاء ودوام العافية، ونسأل الله أن يرفع عنكم هذا التعب، وما تمرون به من أعراض، هو أمر مفهوم وله أسباب طبية واضحة، وغالباً ما يكون مؤقتاً وقابلاً للتحسن -بإذن الله-.

في ضوء الحالة السريرية المذكورة؛ فإن الأسباب الأكثر احتمالاً لحدوث ضعف الانتصاب المستجد والخفقان تُعد متعددة العوامل، وتشمل تداخلات بين تأثيرات مرضية قائمة، وآثار جانبية دوائية، ويمكن توضيحها على النحو الآتي:

الأسباب المحتملة لضعف الانتصاب والخفقان:

1. دواء ألفوزوسين (Alfuzosin): يُستخدم لتحسين أعراض تضخم البروستاتا، ومن آثاره الجانبية المعروفة:
• الدوخة، وعدم الاتزان؛ بسبب انخفاض ضغط الدم.
• الخفقان، خاصة عند الوقوف.
• ضعف الانتصاب أو القذف لدى بعض المرضى.
وقد تزداد هذه الأعراض في حال وجود إرهاق عام، أو نقص سوائل بسبب التهاب القولون.

2. أعراض المسالك البولية، وتضخم البروستاتا البسيط: أعراض البروستاتا قد ترتبط بضعف الانتصاب حتى دون أدوية، نتيجة:
• تأثر الأعصاب والأوعية الدموية في الحوض.
• ضعف التروية الدموية المزمن.
• الضغط النفسي المصاحب للأعراض البولية.
كما أن وجود حصوة بالكلى، وحرقان البول، قد يزيدان من التوتر وعدم الارتياح.

3. التهاب القولون الأميبي، والإرهاق العام: الإصابة بالتهاب القولون قد تسبب:
• تعباً عاماً ووَهناً.
• غثياناً ودواراً.
• شعوراً بعدم الاتزان، وتسارع النفس.
وهذه الحالة قد تؤدي إلى خفقان مؤقت، كما أن المرض العام قد يؤثر على القدرة الجنسية بشكل عابر.

4. فوار سترات البوتاسيوم، ومكمل المغنيسيوم: تُستخدم هذه العلاجات عادة بأمان، لكن في بعض الحالات قد تؤدي إلى:
• اضطرابات بسيطة في الأملاح.
• خفقان، أو شعور بعدم ارتياح بالقلب.
وهو احتمال أقل شيوعاً، لكنه وارد.

5. العامل النفسي والقلق: استمرار الأعراض الجسدية قد يسبب قلقاً وتوتراً، وهذا القلق بحد ذاته قد يؤثر على الانتصاب، وهو أمر شائع وقابل للتحسن.

الخلاصة: إن أكثر الأسباب احتمالاً لهذه الأعراض، هي:
• الآثار الجانبية لدواء ألفوزوسين.
• تأثير أعراض البروستاتا نفسها.
• الإرهاق الناتج عن التهاب القولون.
• عوامل نفسية مصاحبة.

ويُنصح بمراجعة الطبيب لإعادة تقييم العلاج، وقياس ضغط الدم، والاطمئنان على وظائف الكلى والأملاح، مع التأكيد أن هذه الأعراض غالباً مؤقتة، وتتحسن مع ضبط العلاج والراحة والطمأنينة.

نسأل الله لكم الشفاء العاجل، ودوام الصحة والعافية، وألا تروا بأساً بعد اليوم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً