الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي طيب وحنون لكنه لا يهتم بأولاده، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخي متزوج، وهذه الزوجة الثانية، ولديه من الزوجة الأولى 3 أولاد، ومن الزوجة الثانية بنت، ولكن زوجته الثانية تطلب الطلاق؛ بسبب عدم الاهتمام، واللامبالاة بها وبأولاده، وسبب الطلاق من الزوجة الأولى هو نفس السبب!

أخي طيب وحنون، لكنه لا يعرف كيف يهتم بأولاده.

أرجو الإفادة؛ لأن أخي غير مهتم، وأولاده في حضانتي أنا وأمي، وأمي كبيرة في السن ولا تقدر على الخدمة، وأنا عندي ولد، ماذا أفعل معه؟ أرجو الرد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دعاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أيتها الأخت الفاضلة- في الموقع، وشكرًا لك على الاهتمام بأولاد شقيقك وزوجته، ونسأل الله أن يهديه للقيام بواجبه، فـ (كفى بالمرء إثمًا أن يُضيِّع من يعول).

إن أول الواجبات التي تجب عليك -وأيضًا ننتظرها من الوالدة- أن تُقدِّما له النصح الواضح، وأنه مسؤول عن أولاده، وأن الإحسان إليهم ومتابعة أمورهم هو مطلب شرعي، (وكلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته، فالرجل راعٍ في أهل بيته ومسؤول عن رعيته)، والبداية ينبغي أن تكون به، ثم لا مانع من أن تُقدِّما النصح لزوجته أيضًا؛ لأن إهمال الزوج لأولاده لا يبيح للزوجة أن تهمل الأولاد والبنات، ويوم القيامة سيُسأل كل إنسان عمَّا عمل، وتجزى كل نفس بما تسعى، فإذا قصَّر الزوج فما ينبغي أن تُقصِّر الزوجة، وإذا قصَّرت الزوجة فلا ينبغي أن يقصر الزوج.

والذي يظهر أن الزوج هو المسؤول الأول عن الاهتمام بأبنائه، فلا ينبغي أن يتركهم عندك أو عند والدتك، ونحن نشكر لك ولوالدتك قيامكما بهذا الواجب، وسد هذه الثغرة، لكن ينبغي أن يتذكَّر أنه المسؤول الأول عن أبنائه.

وحتى لو حصل الطلاق فإن الوالدية تستمر، إن توقفت الحياة الزوجية فلا ينبغي أن يُقصّر الوالد في الإنفاق على أبنائه، بل يظل والدًا، ومسؤولًا، وعليه نفقة الحضانة، والاهتمام بأبنائه في كل صغيرة وكبيرة، ولذلك ينبغي أن تكون الأمور أمامه واضحة.

أرجو تذكيره بهذا الواجب الشرعي، لا يصلح هنا العناد، هذه حدود شرعية لا بد أن ينفذها ويقوم بها.

فإذًا دوركما هو النصح، وشكرًا لكما على ما تقومان به، واستمرا في الاهتمام؛ لأن هؤلاء في النهاية أبناء لكم، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يَردّه إلى الحق والخير والصواب.

وأيضًا النصيحة للزوجة إذا كان هذا هو السبب، وأن هذا العناد قد يجر آثارًا خطيرة على الأبناء من الناحية النفسية.

فإذًا ينبغي أن يكون النصح للجميع، ولكن البداية التركيز على هذا الأخ المُقصِّر في شأن أولاده وزوجته، ونسأل الله أن يعينه على القيام بهذه الواجبات، وأن يلهمنا جميعًا السداد والرشاد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً