السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا بنت أعيش في صراع يومي مع نفسي، دائمًا أفكر في المستقبل، وأعاني بسبب الحاضر، فأشعر بالفشل؛ بسب عدم إكمال دراستي، وبلا وظيفة، إضافة إلى ذلك لدي مرض مزمن لا علاج له، يتطور مع تقدم العمر، ويسبب تشوهات وكل أنواع المرض، ومنها السرطان، وفقدان البصر، والسمع.
أصبحت دائمًا أفكر ماذا إن تطور مرضي! وأخاف أن أكتسب أوراماً تشوه وجهي مستقبلًا، حينها لن أستطيع الخروج أبدًا من البيت، علمًا أن عندي جنفاً سبب لي عقدة نوعًا ما، ومرضاً جلدياً عبارة عن تصبغات.
أنا أعاني كل يوم وأبكي، أخواتي جميلات وناجحات، وأشعر بالنقص الشديد! حتى عائلتي دائمًا تسأل عن أختي التي لم تتزوج إن كان قد تقدم لها شخص أم لا، وأما أنا فلا أحد يسأل عني، وكأني مجرد كلبة، فأشعر بالنقص، وأقول إن كان هذا تفكير أقاربي، فكيف يفكر الغرباء!
وهناك مواقف حدثت معي في المدرسة لا أستطيع أن أنساها، منها موقف قالت فيه فتاة من وراء ظهري: هذه من سيتزوج بها، علمًا أننا كنا صغارًا، حتى أختي عندما كنا صغارًا كانت تسخر مني، واليوم أصبح إيمانها قوياً جدًا، وحياتها جميلة.
لا أحد يشعر بمعاناتي! أشعر أني خُلقت لأتعذب فقط، أصبحت أكره نفسي، رغم أني كنت متفائلة جدًا، ومتأكدة أن الله سيعوضني، أما اليوم فأنا فاقدة الأمل، فلا مستقبل بدون دراسة، ولا زواج، إضافة إلى المرض!
أحيانًا أتمنى لو لم أخلق، أخاف أن أخسر آخرتي، رغم أني أؤمن بالله، لكني تعبت ولا أستطيع الصبر أكثر، أعلم أن الله يوفي الصابرين بغير حساب، لكني لا أستطيع التحمل أكثر، وأكثر ما أخاف منه هو الحديث: (فمن رضي فله الرضا، ومن سخِط فله السخط).
أتمنى أن أفرح في هذه الحياة، وأخاف أن أعيش وأموت وحيدة، وأخاف أن أصبح ساخطة ولا يرضى عني الله، لكني أتعذب، فكل شيء ضدي، فكيف أستطيع أن أصبر على ما لا طاقة لي به؟ هل يأتي الفرج بعد الكرب دائمًا؟ وعلى ماذا يدل كثرة الابتلاءات؟ ولماذا الله يختبر الضعيف؟