الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتعبتني الوحدة في بلاد الغرب فهل الزواج هو طوق النجاة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كبر سني ولم أتزوج، وأعيش وحيدًا منذ سنوات، ولدي وظيفة جيدة -في الغرب-، وأثبت وجودي في العمل، لكن أشعر بالوحدة الشديدة، فليس لدي أي أقارب، وأمي وأبي توفاهما الله.

في أحد الأيام كنت في ندوة علمية، حضرها أشخاص من عدة مدن، وأذكر أني كنت سرحانًا ونظرت إلى فتاة لا أعرفها، تعمل في نفس المدينة التي أعمل بها، فتنبهت أني أنظر إلى فتاة أجنبية وغضضت بصري، وقلت: أعوذ بالله من غضب الله، ونسيت الأمر مطلقًا.

عدت إلى المنزل ونويت عدم الحضور لأي مؤتمر في المستقبل، لأني في السابق ذهبت كثيرًا ووجدت أنها أماكن للفتنة، ومنذ شهر بالضبط وأنا على هذا الحال من الحزن والوحدة، وكيف لا يتيسر لي أن أجد زوجة، وكنت نائمًا يومها على سريري، والحزن يملأ قلبي، وناجيت ربي وأنا في السرير: يارب الخلق خلقك وتعرفهم جميعًا ألا يعقل أنه لا يوجد في هذا البلد (الغربي) فتاة تناسبني، وغفت عيني، وقلبي يبكي وأنا أناجي ربي.

في الصباح استيقظت على صوت الجوال، فوجدت في البريد الإلكتروني رسالة لعمل جديد من مؤسسة أخرى، لكن في نفس المدينة، الإيميل كان يسألني عن موضوع أنا فقط من يجيده، وحينما قرأت اسم المرسل لم أعرفه، فحاولت البحث عن الاسم، فإذا بها نفس الفتاة التي نظرت إليها ولفتت انتباهي في الندوة العلمية، وتعوذت بالله وغضضت بصري! هل هي محض صدفة، أو أنها إشارة من الله وأنه استجاب لرجائي ودعوتي؟ هل هي إشارة من الله للزواج منها وهدايتها إلى الإسلام، أرجو المساعدة، فأنا لا أعرف هل هي إشارة من الله أو مجرد أوهام؟

القصة أنهكتني، وأنا أفكر فيها ومر عليها عدة أشهر، ولم أصل لأي قرار، أفيدوني!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المجتبى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أيها الأخ الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يضع في طريقك من تسعدك وتسعدها، وتعينك على طاعة الله وتعينها.

أرجو أن تعلم أن الإنسان إذا تزوج استكمل نصف دينه، فليتق الله في النصف الآخر، والإنسان في آخر عمره بحاجة إلى من يؤنسه، ولذلك نتمنى أن لا تتأخر في أمر الزواج، إذا كانت المرأة المذكورة مناسبة لك، فلا مانع من أن تبني على هذه العلاقة، وحبذا لو كانت مسلمة، فهذا خير كثير، وإن كانت كتابية فيمكن أيضًا أن تجعل من زواجك منها سببًا لهدايتها، ودخولها إلى دين الله تبارك وتعالى، نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

هذا الكون ملك لله، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله تبارك وتعالى، والباب أمامك مفتوح، فإن رأيت أن تتقدم على وضوح ورغبة، وإلا فلك أن تتأخر وتبحث عن غيرها، ولكن الذي ننصح به أن لا تتأخر في موضوع الزواج.

ما حصل هو تقدير من الله تبارك وتعالى، والأمر إليك، فلا بد أن تجتهد في البحث عن من تعينك على بلوغ العفاف، ومن تعينك على صعوبات الحياة، ومن تؤنس وحشتك، فإن آدم استوحش فخلق الله له حواء، ونحن لا يمكن أن نسعد دون وجود الأمهات والأخوات، والبنات، إذا كان الوالد والوالدة قد مضوا إلى الله، نسأل الله أن يرحمهما، وأن يرحم أمواتنا وأموات المسلمين، فأرجو أن تؤسس أسرة تبحث فيها عن امرأة صالحة، وتحسن الانتقاء، وبإمكانك الاستعانة بإخوانك المسلمين في هذه البلاد، من خلال الأسر المسلمة، وكذلك المراكز الإسلامية.

ونسأل الله أن يجمع بينكما في الخير وعلى الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً