الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع حساسية طفلتي وعصبيتها بشكل سليم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لديّ ابنة عمرها 10 سنوات متّقدة الذكاء، منضبطة جداً في مدرستها، لكن كل فترة قد يتطور سوء التفاهم بيني وبينها إلى انهيار عصبي من ناحيتها، وكأنها انفصلت عن الواقع، وبكاء وصراخ هستيري لترتجف، وتشُدّ شعرها، وتتكرر هذه الحالة معها بشكل متقطع، كل شهرين أو أكثر، وبالرغم من أنها ملتزمة دينياً في هذا العمر -والحمد لله- من صلاة وصوم، إلا إنها لا تستطيع حتى التعوّذ من الشيطان، أو التسمية بالله في خضمّ انهيارها، في العادة تأخذ هذه النوبة حوالي نصف ساعة على الأقل!

هي لم تبلغ بعد، لكن إشارات البلوغ لديها واضحة، ويبدو أنها قريبة، عرضتها على طبيبة مختصة بسبب ظهور علامات البلوغ في السابعة تقريباً، فأشارت إلى أنها تتوقع بلوغ ابنتي قبل التاسعة حسب الفحوصات، أنا صدقاً أصبحت بحالة يُرثى لها، لم أعد أعرف كيف أتصرف معها.

هل الحل هو مسايرتها دوماً خوفاً من غضبها؟ أخاف أن تؤذي نفسها يوماً، أو تتعرض لمشكلة صحية خلال هذه النوبات، اليوم بعد أن بدأت بشد شعرها بشكل هستيري رفعت صوتي عليها، وأمسكتها بشدة لتكف عن هذا الجنون لعلّها تفيق مما هي فيه، لكنها جنّت أكثر.

أتخيّل نفسي أبرحها ضرباً لترجع ابنتي التي أعرفها؛ لأنني لا أريدها في هذه الحالة، لكن -الحمد لله- أمسك نفسي دائماً، لكن للأسف يعلو صوتي عليها؛ لأوقف هذا الجنون، مخافة أن يحدث لها شيء، انصحوني كيف أتعامل معها!

علماً أنها وُلدت بحالة صحية خطيرة مما أدّى إلى بعدها عني حوالي شهر من يوم ولادتها، وإجراء 3 عمليات!

أرجو نصحي: كيف أتعامل مع حساسيتها وعصبيتها بشكل سليم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عفاف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

أولًا: من المعروف أن الطفل بعد ولادته، إذا اضطر إلى تلقي الرعاية الصحية أو الطبية، بعيدًا عن أمه، فإن هذا ينشئ حاجزًا نفسيًا بين الأم وطفلها، لذلك نحرص عادة على أن يبقى الوليد مع أمه منذ اللحظات الأولى، وهذا الحاجز يزداد أيضًا إذا طال هذا البعد بين الوليد وأمه، كما حصل مع ابنتك حيث امتد الأمر على مدار شهر، واضطرت أيضًا لتلقي ثلاث عمليات جراحية.

نعم، تحدي المراهقين والمراهقات في هذه الأيام كبير جدًا، وخاصة مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي، طبعًا لا أحتاج أن أذكرك بأن الضرب والصراخ لا يفيد، نعم وإن كنت ترفعين صوتك خوفًا على ابنتك، إلا أن هذا لا يساعد على الحوار المفيد والهادئ.

أختي: يفيد أن تستوعبي هذه الطفلة، والتي تمر الآن بمرحلة البلوغ، أو قريبة منها، فهذا يسبب أحيانًا بعض التقلبات المزاجية عند المراهقات، لذلك فالأمر يتطلب شيئًا من التفهم، والذي أدعوك أن تقضي مع ابنتك أوقاتاً مريحة مفيدة، كالخروج معًا إلى مطعم، أو إلى حديقة للمشي، أو أي نشاط آخر مشترك، مما يقوي ويعزز بينكما العلاقة الإيجابية.

حاولي أن تركزي على الجوانب الإيجابية في سلوك طفلتك وامدحيها عليها، وتجنبي لفت النظر إلى السلوكيات السلبية، وخاصة التي ليس فيها إيذاء لنفسها، إن السلوك الذي نلاحظه يتكرر ويزداد، بينما الذي نتجاهله يذهب ويخف مع الوقت، هذا من جانب.

من جانب آخر، أنصحك -أختي الفاضلة- وأنت موظفة في الدولة، أنصحك بأن تكون لك بعض الهوايات لتساعدي نفسك على الاسترخاء، وبحيث عندما تقبلين على ابنتك للتعامل معها، تكونين في حالة من الهدوء والراحة بعيدًا عن التوتر، والذي يزيد صعوبة تواصلك مع ابنتك.

لعل فيما ذكرت لك نقاط مفيدة لتحولي هذه المشادة بينك وبين طفلتك إلى نوع من العلاقة الهادئة والإيجابية، وصدقيني -أختي الفاضلة- أنك إن قويت العلاقة بهذا الشكل مع ابنتك في هذه المرحلة العمرية، فستنشأ بينكما علاقة قوية جدًا على مدى العمر.

أدعو الله تعالى أن ييسر الأمر، ويعينك ويجزيك الخير على رعايتك لطفلتك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً