الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أقنع أخي العنيد بالذهاب إلى المدرسة؟

السؤال

السلام عليكم.

أخي عمره 16 سنةً، هو شخصية عنيدة، وانطوائي، ومنذ شهر وهو لا يريد الذهاب للمدرسة، ولا يريد ذكر السبب، فهل إذا حرمته من أشياء يحبها مثل: الكمبيوتر، هل هذا سيؤدي لنتيجة سلبية أم إيجابية؟ وما العلاج في هذه الحالة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Asma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إذا كان أخوكِ عمره 16 سنة، ويرفض الذهاب إلى المدرسة منذ شهر دون ذكر السبب، فمن المهم أن تتعاملي مع الموضوع بحذر، وبطريقة مدروسة تناسب شخصيته العنيدة والانطوائية؛ فقد يكون الحرمان أداة محفزة إذا كانت المشكلة متعلقة بالكسل أو التهاون، بشرط أن يكون الحرمان مؤقتًا، ومصحوبًا بحوار إيجابي.

بينما في حالة شخصية عنيدة وانطوائية مثل أخيكِ، فالحرمان قد يؤدي إلى زيادة الانغلاق والعدائية، وربما يشعر بعدم التقدير، أو الرفض، ولكن الحرمان وحده ليس الحل الأمثل؛ لأنه قد يعالج الأعراض السطحية للمشكلة دون الوصول إلى جذورها.

فما هو العلاج في هذه الحالة؟

- ابدئي بالتحدث معه بطريقة هادئة ودون لوم أو ضغط، وقولي له: "أنا قلقة عليك لأنك لا تريد الذهاب إلى المدرسة، إذا كان هناك شيء يضايقك، أنا هنا أسمعك ولن أحكم عليك"؛ والهدف هو كسر الحاجز وتشجيعه على الحديث عن مشاعره.

- استكشفي الأسباب؛ فقد يكون السبب واحدًا أو أكثر، كمشاكل مدرسية، مثل: التنمر، أو صعوبة المواد الدراسية، أو سوء العلاقة مع المعلمين، أو ضغوط نفسية، مثل: القلق الاجتماعي، أو الاكتئاب، وكذلك عدم الشعور بأهمية التعليم، أو المستقبل.

- إذا استمر في الصمت أو الرفض، فمن المفيد عرض حالته على مختص نفسي؛ فقد يساعد الأخصائي في اكتشاف مشاعر دفينة، أو مخاوف يصعب عليه التعبير عنها.

- وبخصوص استخدام الكمبيوتر: لا تحرميه بشكل كامل، بل حددي وقتًا لاستخدام الكمبيوتر بطريقة واضحة.

- شجعيه على المشاركة في نشاطات يحبها خارج المدرسة، مثل: الرياضة، أو مهارات حركية.

- بدلاً من التركيز على العقاب، ركزي على مكافأة أي خطوة إيجابية؛ على سبيل المثال: إذا وافق على الذهاب ليوم واحد إلى المدرسة، فقدمي له مكافأةً صغيرةً، مثل نشاط يحبه.

- كوني قريبةً منه دون فرض سيطرتك، وأظهري له أنكِ تفهمينه، وتقدرين مشاعره، وأنكِ هنا لتساعديه، لا لتضغطي عليه.

- ذكّريه بأهمية السعي والتعلم؛ قال الله تعالى: "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات"، والتعامل مع شخصيته العنيدة يتطلب الصبر واللين، وليس المواجهة، أو الضغط المباشر.

نسأل الله أن يعينك على نصحه وتوجيهه، وأن يأجرك على ذلك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات