الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد تناول الحشيش أصبت بمشاكل كثيرة، فكيف أستعيد طبيعتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي بدأت منذ خمسة أشهر عندما تعاطيت الحشيش، حدثت لي حالة خوف وفزع، شعرت أن روحي سوف تخرج وسوف أموت الآن، أصبحت لا أستطيع أن أتذكر شيئًا، أو أن أجمع كلماتي، أصبحت وأنا أتحدث أنسى ماذا كنت سأقول إلى أن انتهت هذه الحالة.

ظللت أسبوعًا بعدها دون أن يحدث شيء، ولكن بعدها أتتني تلك الحالة مرة أخرى، ولكن ليس بنفس الشدة، بقيت معي فترة وأصبحت تأتيني حالة خوف وتوتر وقلق شديد بدون سبب، أو بسبب، أصبحت أخاف من الموت بشدة، وكلما سمعت أو شاهدت خبرًا عن موت أحد تأتيني حالة خوف وقلق شديد، وتوتر، كأنني أفقد السيطرة على نفسي.

تأتيني أفكار أن ما يحدث حولي غير حقيقي، وأنني في عالم افتراضي، أو في حلم.

أصبحت أخاف من كل شيء، ومن الخروج من المنزل خوفًا من الموت، أو أن تأتيني هذه الحالة، أصبح لدي خوف وقلق دائم، ودائمًا ما تأتيني حالة من القلق والخوف الشديد مع وجع في الرأس لمدة وتقل بعدها، ولكن لا تنتهي.

أصبحت عندي مشاعر متداخلة من خوف وقلق وحزن واكتئاب.

أريد أن أعرف، هل سبب الحشيش لي شيئًا؟ وهل يمكن علاجه؟ هل يمكن أن أعود طبيعيًا مرة أخرى؟ لم أعد أستطيع التركيز على شيء من الخوف الدائم، وحالة القلق الشديد، أريد أن أشعر بالراحة النفسية، وأن أعود طبيعيًا مرة أخرى.

أتمنى أن تصف لي علاجًا لحالتي، أشعر أني سوف أجن من كثرة التفكير والخوف.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

سامحك الله على أنك حاولت أو تعاطيت الحشيش؛ لأنه معروف أنه يمكن أن يؤثر على الحالة النفسية للإنسان، من خلال تأثيره على الدماغ، مسببًا له ما ذكرت في سؤالك من الخوف، والفزع، والقلق، والذي قد يصل إلى حد يشعر الإنسان أن هناك مؤامرة عليه، والتي نسميها أعراض زوارية، وربما يدخل في حالة من الاكتئاب.

ولكن أطمئنك -أخي الفاضل- على أنه يمكن أن تعود كما كنت من الراحة النفسية الطبيعية التي كنت عليها قبل تعاطي الحشيش، ولكن بشرط أن لا تعود إليه، فمعظم الذين يحاولون أو يتعاطون الحشيش، يمكن أن يتعافوا بشكل كامل، ولكن بشرط أن لا يعودوا إليه مجددًا.

لذلك أخي الفاضل: إذا أردت أن تتخلص من كل هذه الأعراض من الخوف والقلق والتوتر الشديد وغيرها من الأعراض، وخاصة المتعلقة بالخوف من الموت وغيره، فأمامك عدة أشياء:

أولًا: أن تعزم على عدم العودة إلى تعاطي الحشيش، ثم أن تلتزم بنمط حياة صحي، فيه التوبة والصلاة، وتلاوة القرآن، بالإضافة إلى النشاط البدني الرياضي، وخاصة لشاب في مثل سنك وأنت طالب، فكما يقال العقل السليم في الجسم السليم، بالإضافة إلى أخذ قسط جيد من النوم الصحي والتغذية الصحية المتوازنة.

وحاول -أخي الفاضل- أن تبتعد عن رفقاء السوء، لا أدري من خلال سؤالك أن هناك من عرض عليك تناول الحشيش، فأعرض عن رفاق السوء، واقترب أكثر من الأصدقاء الذين يذكرونك بالله عز وجل، فكما يقال: (الصاحب ساحب)، ادعو الله تعالى أن يريح ذهنك ونفسك لتعود إلى الحياة الطبيعية.

ويمكنك أن تصل إلى هذا من تلقاء نفسك، ولكن إن طالت المعاناة أو اشتدت ولم تستطع تجاوز ما أنت فيه، فلا بأس حينها من استشارة أحد الأطباء النفسيين، فلعله يقوم بفحص الحالة النفسية، ووضع التشخيص المناسب، إن كان هناك رهاب أو اكتئاب أو غيرهما، ثم يصف لك، أو يضع لك الخطة العلاجية المناسبة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً