الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوساوس سببت لي الضيق وضياع الوقت، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا -ولله الحمد- شخص ناجح جدًا في حياتي، أنهيت كلية الطب -والحمد لله-، أنا مصدر فخر لأهلي، ومحبوب من جميع الناس.

في صغري كنت أعاني من وسواس الطهارة، وأستحم عدة مرات، ولكن -الحمد لله- كل هذا زال.

حين وصلت إلى الثانوية العامة كنت أخرج من الامتحان، وأقول: إنني نسيت سؤالًا كاملًا، وأبكي، لكن -الحمد لله- حصلت على مجموع جميل، أحيانًا كنت أقول: إنني نسيت كتابة اسمي، وأشياء من هذا القبيل، ولكن كل هذا انتهى.

لمدة تسع سنوات كنت أتجاهل الوسواس، وكنت شخصًا بشوش الوجه، أحب المرح والمزاح والضحك، وكنت أعاني من السمنة، لكن بالإرادة نقصت 70 كلغ -والحمد لله-، وأصبحت شخصًا رياضيًا، ودائمًا حياتي الاجتماعية جيدة.

منذ 3 شهور خطبت فتاة أحبها كثيرًا، وكنت أنوي السفر إلى دولة أخرى، وأخبرت جميع أصدقائي، لكن لسبب يعلمه الله لم أسافر، وكنت قد وضعت أملًا كبيرًا عليه، ولكن الحمد لله.

بعد إلغاء السفر دخلت في حالة نفسية سيئة، وعادت لي الوساوس، لكن في شيء محرج للغاية، وهو أنني أعاني من ضعف، أو غير قادر على إشباع زوجتي، وأشياء من هذا القبيل، وأن حجم الذكر لدي أصغر من الآخرين، أصبح تفكيري مدة 3 شهور في هذا الشيء، وبحثت وقرأت، وأصبحت لدي عقدة وخوف من فكرة الزواج.

أنا حاليًا من المفترض أن أركز في أشياء أخرى أهم، مثل السفر، وبناء مستقبلي، واستغلال علمي وتفكيري وذكائي في أشياء مفيدة، لكن هذا التفكير لا يتركني، ويسبب لي ضيقًا كبيرًا في حياتي.

شعرت بألم خفيف في الخصية، أجريت السونار، وظهر وجود دوالٍ من الدرجة الأولى، فأصبحت لدي وساوس أنني عقيم، واقتنعت بهذا رغم أنني داخليًا أرفضها.

هذا الوسواس سبب لي ضيقًا كبيرًا، ذهبت لطبيب نفسي، وكتب لي فافرين 50، وقال: لا تقلق، لا أعرف لماذا أدخلت نفسي في هذه الدوامة؟ أشعر أنني في حلم، كيف لشخص أن يدمر نفسه هكذا؟!

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

أخي الفاضل العزيز الدكتور: أحمد الله تعالى على إنجازك، سواء في الدراسة، ودراسة الطب، أو في قدرتك على إنزال وزنك 70 كلغ، فهذا أمر ليس بالسهل، حيث أصبحت -ولله الحمد- شخصًا رياضيًا.

أخي الطبيب العزيز: دعني أقول لك -وأنت الطبيب- أن الإنسان له نفس تتأثر بما يجري فيها من أحداث، ولا شك أن خيبة الأمل التي أصابتك، حيث كنت تعلق الآمال على السفر، وربما التخصص في أحد المجالات الطبية، كل هذا بالإضافة إلى إقدامك على الخطبة، ثم -إن شاء الله- مشروع الزواج، لا شك أن هذه الأمور تجعل الإنسان يقلق،

أخي: هناك ما يسمى بالصحة النفسية، وهي قائمة أحداث الحياة، وهي الحوادث المحزنة، أو المفرحة، التي تتطلب منا تكيفًا وتغييرًا في عاداتنا، قد تسبب لنا الكثير من التوتر، والقلق، والضغوط، فهذا ما تعاني منه، وواضح أن عندك ميلاً إلى الأفكار الوسواسية القهرية، وسرعة التأثر ببعض الأعراض التي تعاني منها، وهذا الميل إلى الوسواس القهري ربما يفسر الكثير من الأعراض التي وردت في سؤالك.

أما ما يتعلق بقدرتك على الزواج والإنجاب: فهذا أمر أعتقد أن خوفك منه إنما هو بسبب هذه الحساسية، وهذه الأفكار الوسواسية القهرية، إذا وجدت الفتاة التي تحبها وتميل إليها، وتحلم بأن تعيش معها حياة كريمة، تقيمان معًا أسرة طيبة صالحة، فتوكل على الله، وسر في هذا الموضوع، وسواء أتيح لك السفر للتخصص، أو التخصص في بلدك، وفي مصر مجالات كثيرة للتخصص في فروع الطب المختلفة، فأرجو أن تقبل بهمة وشغف على هذه المرحلة الجديدة من حياتك، فأنت ما زلت في الثامنة والعشرين.

أخي الفاضل: أحمد الله على أنك بادرت، وذهبت إلى الطبيب النفسي، ووصف لك دواء الفافرين 50 ملغ، فهذا دواء مناسب، ولكن أرجو أن تستمر عليه ليس أقل من ستة أشهر، طالما أنك تشعر ببعض التحسن على هذا الدواء، ولكن لا تنس أن الدواء هو جزء واحد من العلاج، والأمور الأخرى وهي السعي، واتخاذ الأسباب، وتغيير نمط الحياة ليكون نمطاً صحياً، فيه العبادة، والنشاط البدني، والنوم المناسب، والتغذية الصحية المتوازنة.

أدعو الله تعالى أن يلهمك صواب الرأي والقول والعمل، وأن تستمر على علاجك، سائلًا الله تعالى لك دوام الصحة والعافية، وإن شاء الله نسمع منك أخبارك بعد تحديد التخصص الذي ستدخل فيه.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً