الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي عاطل ويفكر في الهجرة السرية، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد منكم الإجابة على استفساري -جزاكم الله خيرًا-.

زوجي عاطل في رزقه، ويجاهد كل يوم من أجل قوتنا، ويفكر الآن في الهجرة السرية بعد فشل كل محاولات الهجرة بالطرق الشرعية، وهو حائر في أمره، أرجو منكم الإفادة، والدعاء له بواسع الرزق.

شكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غزلان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يبارك لك ولزوجك في الأرزاق والأولاد والأوقات، وأن يكتب لنا ولكم السعادة والتوفيق.

وأرجو أن نوقن جميعًا أنه ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها، وأن الأرزاق تضيق وتتسع، لكن الرزق ليس في المال وحده، فالعقل رزق، والأولاد رزق، والتوافق بين الزوجين رزق، فعلينا أولًا أن نشكر نعم الله علينا حتى ننال بشكرنا لله المزيد؛ لأن الله يقول: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم}.

الأمر الثاني: أرجو أن نستقيم على هذا الدين؛ لأن الله يقول: {وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقًا}.

الأمر الثالث: أرجو أن نُكثر جميعًا من الاستغفار؛ لأنه مفتاحٌ للرزق، {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا}، ما الذي يحصل؟ {يُرسل السماء عليكم مدرارًا * ويمددكم بأموال وبنين}.

علينا كذلك أن نُكثر من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإن فيها ذهاب الهموم والغموم، ومحو الذنوب، وعلينا كذلك أن نتجنب المعاصي؛ لأن لها شؤمها، والإنسان قد يحرم الرزق بالذنب يصيبه، ثم علينا أن نبذل الأسباب؛ لقوله تعالى: {فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور}.

أما موضوع الهجرة السرية، فنحن لا نؤيد المجازفة، فإمَّا أن يُهاجر الإنسان هجرة واضحة بمعالمها ونتائجها، وإلَّا فعليه أن يجتهد ويبحث عن مصادر أخرى للرزق، ويجتهد في الدعاء، وأنتم تجتهدون معه، ونسأل الله أن يبارك لكما، وأن يبارك عليكما، ونبشركما بأن الرزق الذي كتبه الله لنا سيأتينا، ونحن فقط أمرنا بأن نبذل الأسباب، ثم نتوكل على الكريم الوهاب سبحانه وتعالى.

إذا كان الرزق متعطلا اليوم، فالله تبارك وتعالى يفتح أبواب الرزق، بالتوكل، بالاستعانة، ببذل الأسباب، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً